معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (2)

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (2)

ثم أخبر عن عموم ملكه ، فقال : { لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ } أي : هو الخالق لذلك ، الرازق المدبر لها بقدرته { وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (2)

وما يكاد القلب البشري يفيق من فيض هذا النص ، ومن مهرجان الوجود المسبح لخالقه في السماوات والأرض ، حتى يعالجه السياق برحلة جديدة في ملكوت السماوات والأرض :

( له ملك السماوات والأرض ، يحيي ويميت ، وهو على كل شيء قدير ) . .

إن كل شيء في السماوات والأرض سبح لله . مالك السماوات والأرض . الذي لا شريك له في ملكه . فهو تسبيح المملوك لمالكه المتفرد ، الذي يحيي ويميت ، فيخلق الحياة ويخلق الموت . ويقدر الحياة لكل حي ويقدر له الموت ؛ فلا يكون إلا قدره الذي قضاه .

والحياة ما تزال سرا في طبيعتها ، وسرا في مصدرها ؛ ولا يملك أحد أن يقول من أين جاءت ، ولا كيف جاءت . فضلا على أن أحدا لا يدري ما هي على وجه الحقيقة . والنص القرآني يقول : إن الله هو الذي يحيي . الذي يعطي الحياة للأحياء . وما يملك أحد أن ينكر هذا ولا أن يثبت غيره . والموت كالحياة سر مغلف . لا يعرف أحد طبيعته ولا يملك أحد أن يحدثه . لأن أحدا غير واهب الحياة لا يملك سلبها . . وهذا وذلك من مظاهر الملكية المطلقة لله في السماوات والأرض يحيي ويميت . . .

( وهو على كل شيء قدير ) . . إجمالا بغير حد ولا قيد . فالمشيئة المطلقة تمضي بغير حد ولا قيد . وتتعلق

بما تشاء أن تتعلق به كما تشاء . وكل قيد يتصوره العقل البشري بمنطقه هو لهذه المشيئة من أي نوع وأي لون هو تصور باطل ، ناشيء من طبيعة العقل البشري المحدود ! واختيار المشيئة لنواميس وسنن لهذا الوجود داخل في حقيقة انطلاقها بلا قيود ولا حدود . فهي تختار هذه النواميس والسنن اختيارا طليقا ، وتعملها في الكون غير مقيدة بها بعد إعمالها ، ولا محصورة في نطاقها . والاختيار دائم ومطرد وراء هذه السنن والنواميس . .

والقرآن يولي هذه الحقيقة عناية كبيرة ، فينص عليها في كل مناسبة بما يفيد طلاقة المشيئة من كل قيد يرد عليها حتى من عملها هي . لتبقى هذه الحقيقة واضحة ، ويبقى تصورها غير مشوب . فقد وعد الله أهل الجنة بالخلود فيها وأهل النار كذلك . وهذا الوعد صادر من المشيئة . ولكنه أبقى المشيئة طليقة خارج نطاق هذا الوعد ذاته وهو من عملها وباختيارها . فقال عن هؤلاء وهؤلاء : ( خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك . . ) . . وهكذا في كل موضع وردت فيه مثل هذه المناسبة . ولا مجال لمنطق العقل البشري ولا لمقرراته في هذا المجال . وعليه أن يأخذ مقرراته كلها من هذا القرآن ، لا من معين آخر غير القرآن !

ومن ثم يتمثل للقلب البشري من خلال هذه الآية سلطان الله المطلق في ملكه الذي لا شريك له فيه ، والذي يتوجه إليه سبحانه بالتسبيح وحق له أن يتوجه ، وحق عليه أن يسبح .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (2)

وقوله : لَهُ مُلْكُ السّمَوَاتِ والأرْضِ يقول تعالى ذكره : له سلطان السموات والأرض وما فيهنّ ولا شيء فيهنّ يقدر على الامتناع منه ، وهو في جميعهم نافذ الأمر ، ماضي الحكم .

وقوله : يُحْيِي ويُمِيتُ يقول يحيي ما يشاء من الخلق بأن يوجده كيف يشاء ، وذلك بأن يحدث من النطفة الميتة حيوانا بنفخ الروح فيها من بعد تارات يقلبها فيها ، ونحو ذلك من الأشياء ، ويميت ما يشاء من الأحياء بعد الحياة بعد بلوغه أجله فيفنيه وَهُوَ على كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ يقول جلّ ثناؤه : وهو على كل شيء ذو قدرة ، لا يتعذّر عليه شيء أراده ، من إحياء وإماتة ، وإعزاز وإذلال ، وغير ذلك من الأمور .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (2)

له ملك السموات والأرض فإنه الموجد لها والمتصرف فيها يحيي ويميت استئناف أو خبر لمحذوف وهو على كل شيء من الإحياء والإماتة وغيرهما قدير تام القدرة .