لطائف الإشارات للقشيري - القشيري  
{لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (2)

قوله جلّ ذكره : { لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يُحْيِ وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } .

المُلْك مبالغةٌ من المِلْك ، وهو القدرة على الإبداع ، ولا مالكَ إلا الله . وإذا قيل لغيره : مالك فعلى سبيل المجاز ؛ فالأحكام المتعلقة في الشريعة على مِلْكَ الناس صحيحةٌ في الشرع ، ولكنَّ لفظَ المِلْك فيها توسُّعٌ كما أن لفظَ التيمم في استعمال التراب - عند عدم الماء - في السفر مجازٌ ، فالمسائل الشرعية في التيمم صحيحة ، ولكن لفظ التيمم في ذلك مجاز .

{ يُحْييِ وَيُمِيتُ } : يحيي النفوس ويميتها . يُحْيي القلوبَ بإِقباله عليها ، ويميتها بإعراضه عنها . ويقال : يحييها بنظره وتفضُّله ، ويميتها بقهره وتعزُّزه .