اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ قَدِيرٌ} (2)

قوله تعالى : { لَهُ مُلْكُ السماوات والأرض } .

جملة مستأنفة لا محل لها من الإعراب{[55193]} .

وحقيقة «المُلْك » عبارة عن نفوذ الأمر ، فهو سبحانه وتعالى المالك القادر القاهر .

وقيل : أراد خزائن المطر والنبات والرِّزق{[55194]} .

قوله : { يُحْيِي وَيُمِيتُ } .

يجوز في هذه الجملة ثلاثة أوجه{[55195]} :

أحدها : أنها لا محل [ لها ] كالتي قبلها .

والثاني : أنها خبر مبتدأ مضمر ، أي : هو له ملك .

الثالث : أنه الحال من الضمير في «له » فالعامل فيها الاستقرار .

ولم يذكر مفعول الإحياء والإماتة ؛ إذ الغرض ذكر الفعلين [ فقط ، والمعنى ليميت ]{[55196]} الأحياء في الدنيا ، ويحيي الأموات للبعث .

وقيل : هو يحيي النُّطف ، وهي أموات ، ويميت الأحياء{[55197]} .

قال ابن الخطيب{[55198]} : «وعندي فيه وجه ثالث ، وهو أنه ليس المراد منه تخصيص الإحياء والإماتة بزمان معين ، وبأشخاص معينين ، بل معناه : أنَّه القادر على خلق الحياة والموت ، كقوله تعالى : { الذي خَلَقَ الموت والحياة } [ الملك : 2 ] ، [ والمقصود منه ]{[55199]} كونه - تعالى - هو المنفرد بإيجاد هاتين الماهيتين على الإطلاق لا يمنعه عنهما مانع .

قوله : { وَهُوَ على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } لا يعجزه شيء{[55200]} .


[55193]:ينظر: الدر المصون 6/272.
[55194]:ينظر: القرطبي 17/153.
[55195]:ينظر: الدر المصون 6/272.
[55196]:في أ: وهو الله تعالى القادر.
[55197]:الجامع لأحكام القرآن 17/153.
[55198]:التفسير الكبير 29/182.
[55199]:سقط من أ.
[55200]:القرطبي 17/154.