أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{لَوَّاحَةٞ لِّلۡبَشَرِ} (29)

لواحة للبشر أي مسودة لأعالي الجلد أو لائحة للناس وقرئت بالنصب على الاختصاص .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{لَوَّاحَةٞ لِّلۡبَشَرِ} (29)

وقوله تعالى : { لواحة للبشر } ، قال ابن عباس ومجاهد وقتادة وأبو رزين وجمهور الناس : معناه ، مغيرة للبشرات ، محرقة للجلود مسودة لها ، و «البشر » جمع بشرة ، وتقول العرب : لاحت النار الشيء إذا أحرقته وسودته ، وقال الشاعر [ الأعشى ] : [ الخفيف ]

لاحة الصيف والغيار وإشفا*** ق على سقبة كقوس الضال{[11428]}

وأنشد أبو عبيدة : [ الرجز ]

يا بنت عمي لاحني الهواجر{[11429]}*** وقال الحسن وابن كيسان : { لواحة } بناء مبالغة من لاح يلوح إذا ظهر ، والمعنى أنها تظهر للناس وهم البشر من مسيرة خمسمائة عام ، وذلك لعظمها وهولها وزفيرها . وقرأ عطية العوفي «لواحةً » بالنصب .


[11428]:البيت للأعشى وهو من قصيدته المعروفة "ما بكاء الكبير بالأطلال"، واستشهد صاحب اللسان في "سقب" و "ضيل" والضمير في "لاحه" يعود على حمار الوحش الذي ذكره في البيت السابق، ومعنى لاحه: غير لونه إلى سواد، يقال: لاحه السفر والبرد والسقم والحزن والعطش بمعنى غيره، والغيار: الغنيمة يأتي بها الإنسان لأهله، والمراد هنا أن الحمار الوحشي قد غيره الصيف والتعب في الغنيمة التي يأتي بها لرفيقه من الأتن وهي "السقبة" وفي الديوان بدلا من الغيار "الصيال"، والمراد: المواثبة والعراك مع غيره من الحمر دفاعا عن هذه الأتان، والسقبة: الجحشة التي لا تلد إلا ذكورا، أو تضع أكثر ما تضع من الذكور، وفي الديوان "صعدة" وهي الأتان أيضا، والضال: شجر السدر من شجر الشوك، وينبت في السهول والوعور، وقوس الضال إذا بريت جزلة ليكون أقوى لها، وإنما يحتمل ذلك منها لخفة عودها، ذكر ذلك في اللسان، ثم استشهد بالبيت على ذلك، يشبه الشاعر الأتان بهذا القوس بعد أن وصف حمار الوحش بالسواد والتغير من أجل دفاعه عنها.
[11429]:هذا عجز بيت استشهد به القرطبي أيضا، والبيت بتمامه: تقول ما لاحك يا مسافر يابنة عمي لا حني الهواجر والهواجر: جمع هاجرة وهي شدة الحر في وقت الظهيرة، تسأله ماذا غيرك أيها المسافر؟ فيقول لها: غيرني يا بنت عمي شدة الحر في وقت الظهيرة، والبيت أيضا في "مجاز القرآن" وفي "الألوسي".
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{لَوَّاحَةٞ لِّلۡبَشَرِ} (29)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

محرقة للخلق.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يعني جلّ ثناؤه مغيّرة لبشر أهلها، واللوّاحة من نعت سقر،

قال زيد بن أسلم" لَوّاحَةٌ للْبَشَر": أي تلوّح أجسادهم عليها.

عن أبي رزين "لَوّاحَةٌ للْبَشَر": تلفح الجلد لفحة، فتدعه أشدّ سوادا من الليل.

عن ابن عباس: "لَوّاحَةٌ للْبَشَر "يقول: تحرق بشرة الإنسان.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

قيل فيه بوجوه:

قيل: {لواحة للبشر} أي محرقة للجلد، فالبشر الجلد، فجائز أن خص الجلد بالتلويح لأن الجلد، من الإنسان هو الظاهر؛ فيكون ظاهر الإحراق مؤثر فيه.

وقيل: {لواحة للبشر} أي ظاهرة للبشر تظهر لهم، وتلوح، فينظرون إليها، ويتيقنون بالعذاب.

ويحتمل أن يكون قوله: {لواحة للبشر} لأن النار، تأكل جلودهم ولحومهم، فتظهر عظامهم، وتلوح عن ذلك، ثم تبدل جلودا ولحوما أبدا على هذا مدار أمرهم.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما كان تغير حال الإنسان إلى دون ما هو عليه غائظاً له موجعاً إذا كان ذلك تغير لونه لأن الظاهر عنوان الباطن، قال الله تعالى دالاً على شدة فعلها في ذلك: {لواحة} أي شديدة التغيير بالسواد والزرقة واللمع والاضطراب والتعطيش ونحوها من الإفساد من شدة حرها.