قوله تعالى { من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفّ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يُبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون } .
هذه الآية مطلقة وقد قيدتها آية أخرى كما في قوله تعالى { من كان يريد العاجلة عجلنا فيها ما نشاء لمن نريد } الإسراء آية : 18 . فقيد الأمر في هذه الآية تقييدين :
أحدهما : تقييد المعجل بمشيئته تعالى .
والثاني : تقييد المعجل له بإرادته تعالى .
قال الدارمي : أخبرنا عصمة بن الفضل ، ثنا حرمي بن عمارة ، عن شعبة ، عن عمرو بن سليمان ، عن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان ، عن أبيه قال : خرج زيد بن ثابت من عند مروان بن الحكم بنصف النهار ، قال : فقلت ما خرج هذه الساعة من عند مروان إلا وقد سأله عن شيء فأتيته فسألته ، قال : نعم سألني عن حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " نضّر الله امرأً سمع منا حديثا فحفظه ، فأداه إلى من هو أحفظ منه ، فرب حامل فقه ليس بفقيه ، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه . لا يعتقد قلب مسلم على ثلاث خصال إلا دخل الجنة " . قال : قلت : ما هي ؟ قال : " إخلاص العمل ، والنصيحة لولاة الأمر ، ولزوم الجماعة ، فإن دعوتهم تحيط من ورائهم . ومن كانت الآخرة نيته جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة . ومن كانت الدنيا نيته فرق الله عليه شمله ، وجعل فَرْقَهُ بين عينيه ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له " .
( السنن1/75-المقدمة ، ب الافتداء بالعلماء ح233 ) ، وأخرجه ابن حبان في صحيحه ( الإحسان2/454-455 ) من طريق أبي داود الطيالسي عن شعبة به . وقال محققه : إسناده صحيح .
وانظر تفسير سورة طه آية ( 132 ) في حديث عثمان ابن عفان ففيه المزيد من تصحيح النقاد لهذا الحديث .
قال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، ثنا موسى بن إسماعيل ، ثنا حماد بن سلمة ، عن قتادة ، عن أنس ابن مالك في قوله : { من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها } قال : نزلت في اليهود والنصارى .
( التفسير-سورة هود/15ح156 ) وأخرجه الطبري ( التفسير15/265ح23/18 ) من طريق همام عن قتادة به . وصحح إسناده محقق ابن أبي حاتم ) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله : { من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون } ، أي : لا يظلمون .
يقول : من كانت الدنيا همه وسدمه ، وطلبته ونيته ، جازاه الله بحسناته في الدنيا ثم يفضي إلى الآخرة ، وليس له حسنه يعطى بها جزاء . وأما المؤمن ، فيجازى بحسناته في الدنيا ، ويثاب عليها في الآخرة { وهم فيها لا يبخسون } أي في الآخرة لا يظلمون .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.