ثم قال تعالى : { من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها }[ 15 ] . المعنى : من ( كان يريد بعمله الحياة الدنيا وزينتها ، نوف إليهم أجور أعمالهم فيها{[32013]} ){[32014]} .
{ وهم فيها{[32015]} لا يبخسون }[ 15 ] : هذا للكافر ، فأما المؤمن فيجازى{[32016]} بحسناته في الدنيا ، ويثاب عليها في الآخرة{[32017]} .
وقيل : إن قوله : { وهم فيها لا يبخسون } : يعني : في الآخرة لا يظلمون{[32018]} .
قال مجاهد : هي في أهل الرياء{[32019]} .
وقيل : المعنى : لئن كان يريد بغزوه{[32020]} الغنيمة وفي ذلك ، ولم ينقص منه شيئا{[32021]} .
وقال ابن عباس : نسختها { من كان يريد العاجلة عجلنا ( له ){[32022]} فيها ما{[32023]} نشاء لمن{[32024]} نريد }{[32025]} وهذا مردود ، لأنه خبر ، والأخبار لا تنسخ{[32026]} .
روى{[32027]} أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم{[32028]} ، قال : إن الله جل ثناؤه ، إذا كان يوم القيامة نزل إلى العباد ليقضي بينهم ، وكل أمة جاثية . فأول من يدعى به : رجل جمع القرآن ، ورجل قتل في سبيل الله ، ورجل كثير المال . فيقول الله عز وجل{[32029]} ، للقارئ : ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي ؟ قال : بلى ، يا رب . قال فما{[32030]} عملت فيما علمت ؟ قال : كنت أقرأ آناء الليل ، وآناء النهار ( ابتغاء وجهك ) ، فيقول الله ، جل ثناؤه{[32031]} : ( كذبت ، وتقول له الملائكة : كذبت ، ويقول الله عز وجل : أردت أن يقال : فلان ) قارئ . فقد قيل ذلك . ويؤتى بصاحب المال ، فيقول الله عز وجل له : ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد ؟ قال : بلى يا رب ، قال : فماذا عملت فيما أتيتك ؟ قال : كنت أصل الرحم ، وأتصدق ( ابتغاء وجهك ) فيقول الله عز وجل له{[32032]} : كذبت ، وتقول الملائكة له : كذبت ، بل أردت أن يقال : فلان جواد . فقد قيل ذلك . ويؤتى{[32033]} بالذي قُتل في سبيل الله عز وجل ، فيقال له : فبماذا قتلت ؟ فيقول : أمرت بالجهاد في سبيلك ، فقاتلت حتى قتلت . فيقول الله تعالى له : كذبت ، وتقول الملائكة له{[32034]} : كذبت . فيقول{[32035]} الله تعالى له : بل أردت أن يقال : فلان جريء{[32036]} ، فقد قيل ذلك . ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتي ، فقال : يا أبا هريرة ! أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة{[32037]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.