التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{أُوْلَـٰٓئِكَ لَمۡ يَكُونُواْ مُعۡجِزِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا كَانَ لَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنۡ أَوۡلِيَآءَۘ يُضَٰعَفُ لَهُمُ ٱلۡعَذَابُۚ مَا كَانُواْ يَسۡتَطِيعُونَ ٱلسَّمۡعَ وَمَا كَانُواْ يُبۡصِرُونَ} (20)

قوله تعالى { أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض وما كان لهم من دون الله من أولياء يضاعف لهم العذاب ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يُبصرون }

قال ابن كثير : { أولئك لم يكونوا معجزين في الأرض وما كان لهم من دون الله من أولياء } أي بل كانوا تحت قهره وغلبته وفي قبضته وسلطانه وهو قادر على الانتقام منهم في الدار الدنيا قبل الآخرة لكن يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار وفي الصحيحين : " إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته " .

قوله تعالى { يُضاعف لهم العذاب } .

قال الشيخ الشنقيطي : بين تعالى في هذه الآية الكريمة : أن الكفار الذين يصدون الناس عن سبيل الله ويبغونها عوجا ، يضاعف لهم العذاب يوم القيامة ، لأنهم يعذبون على ضلالهم ، ويعذبون أيضا على إضلالهم غيرهم ، كما أوضحه تعالى بقوله : { الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب بما كانوا يفسدون } . وبين في موضع آخر أن العذاب يضاعف للأتباع والمتبوعين ، وهو قوله : { حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفا من النار قال لكل ضعف } الآية .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله : { ما كانوا يستطيعون السمع وما كانوا يبصرون } صم عن الحق فما يسمعونه ، بُكم فما ينطقون ، عمي فلا يبصرونه ولا ينتفعون به .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال : أخبر الله سبحانه أنه حال بين أهل الشرك ، وبين طاعته في الدنيا والآخرة . أما في الدنيا فإنه قال : { ما كانوا يستطيعون السمع } ، وهي طاعته { وما كانوا يبصرون } وأما في الآخرة ، فإنه قال : { فلا يستطيعون خاشعة أبصارهم } سورة القلم : 42-43 .