التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوۡمِهِۦ لِيُبَيِّنَ لَهُمۡۖ فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (4)

قوله تعالى { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء }

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء } الآية بين الله تعالى في هذه الآية الكريمة أنه لم يرسل رسولا إلا بلغة قومه لأنه لم يرسل رسولا إلا إلى قومه دون غيرهم ولكنه بين في مواضع أخر أن نبينا صلى الله عليه وسلم أرسل إلى جميع الخلائق دون اختصاص بقومه ولا بغيرهم كقوله { قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا } وقوله { تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا } وقوله { وما أرسلناك إلا كافة للناس } الآية إلى غير ذلك من الآيات الدالة على عموم رسالته لأهل كل لسان فهو صلى الله عليه وسلم يجب عليه إبلاغ أهل كل لسان .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه } ، أي بلغة قومه ما كانت . قال الله عز وجل { ليبين لهم } الذي أرسل إليهم ، ليتخذ بذلك الحجة . قال الله عز وجل { فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم } .