وقوله : { وَما أَرْسَلْنا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ 4 }
يقول : ليفهمهم وتلزمَهم الحجّةُ . ثم قال عز وجَل { فَيُضِلُّ اللَّهُ مَن يشاء } فرفع لأنّ النيّة فيه الاستئناف لا العطف على ما قبله . ومثله { لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ في الأَرْحامِ ما نشَاء } ومثله في براءة { قَاتِلُوهُمْ يَعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِكُمْ } ثم قال { وَيَتُوبُ اللهُ على مَنْ يشاء } فإذا رأيتَ الفعل منصوباً وبعده فعل قد نُسَقِ عليه بواو أو فاء أو ثُمّ أو أوْ فإن كان يشاكل معنى الفعل الذي قبله نَسقْته عليه . وإن رأيته غير مشاكِل لمعْناه استأنفته فرفعته .
فمن المنقطع ما أخبرتكَ به . ومنه قول الله عز وجل { وَاللهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُم وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُون الشَّهَوَاتِ } رفعت ( ويريد الذين ) لأنها لا تشاكل ( أَنْ يَتُوبَ ) ألا ترى أن ضمّك إيَّاهُما لا يجوز ، فاستأنفت أو رددته على قوله { وَاللهُ يُرِيدُ } ومثله { يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ } فيأبَى في موضع رفع لا يجوز إلا ذلك .
والشعر لا يَسْطيعُه من يظلمه *** يريد أن يعربه فيُعجِمُه
وكذلك تقول : آتيك أن تأتينى وأكرمُك فتردّ ( أكرمكَ ) على الفعل الأول لأنه مشاكِل له وتقول آتيك أن تأتِيَني وتحسنَ إلىَّ فتجعل ( وتحسن ) مردوداً على ما شاكلها ويقاس على هذا .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.