الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوۡمِهِۦ لِيُبَيِّنَ لَهُمۡۖ فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ} (4)

قوله : { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه } إلى قوله { ( من ربكم ){[36737]} عظيم }[ 4-6 ] : المعنى : وما أرسلنا رسولا إلا بلغة قومه ليفهموا عنه ، وأرسل{[36738]} النبي صلى الله عليه وسلم ، بلغة سعد ابن بكر بن هوازن : وهي أفصح{[36739]} اللغات . فالمعنى : وما أرسلنا إلى أمة من الأمم من قبل محمد ( صلى الله عليه وسلم من رسول ){[36740]} إلا بلسان الأمة التي أرسل إليها ، ليبين لهم ما أرسله{[36741]} الله به إليهم من أمره ونهيه ، لتقوم الحجة عليهم ، ولا يبقى لهم عذر . فيوفق الله من يشاء إلى الإيمان ، ويخذل من يشاء{[36742]} فيبقى على كفره .

{ وهو العزيز }[ 4 ] : أي : الممتنع{[36743]} ممن أراده ( ولا يمتنع عليه أحد ) [ إن ]{[36744]} أراد خذلا( نه ){[36745]} ، لأنه{[36746]} الحكيم في توفيقه للإيمان من أراد أن يوفقه{[36747]} .

فإن قيل : فيجب ألا تلزم{[36748]} الحجة من كان من العجم ، لأنهم لا يفهمون لسان العرب ، فالجواب : أنه إذا ترجم ما جاءهم{[36749]} به النبي صلى الله عليه وسلم ، بلسانهم ، وفهموا الدعوة لزمتهم{[36750]} الحجة ، لقوله تعالى : { وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا }{[36751]} ، ولقوله : { ( لأنذركم ){[36752]} به من بلغ }{[36753]} ولقوله : { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين }{[36754]} .

فكل من بلغته دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ، وفهم ما دعاه{[36755]} إليه ( يأتي يساره إن ){[36756]} لزمته الحجة ، ودخلت تحت قوله { ومن بلغ }{[36757]} وتحت قوله : { كافة للناس }{[36758]} .


[36737]:ما بين القوسين ساقط من ط.
[36738]:ط: فأرسل.
[36739]:ق: الفتح.
[36740]:ما بين القوسين ساقط من ق.
[36741]:ط: أرسلك.
[36742]:انظر هذا التوجيه في: جامع البيان 16/516.
[36743]:ق: المصتنع.
[36744]:ساقط من النسختين وأضفته ليستقيم السياق.
[36745]:انظر المصدر السابق.
[36746]:ساقط من ق.
[36747]:انظر المصدر السابق.
[36748]:ق: يلزم.
[36749]:ط: ما جاءهم ما جاءهم وهو سهو من الناسخ.
[36750]:ط: مطموس.
[36751]:سبأ: 28.
[36752]:ق: ولأنذركم.
[36753]:الأنعام: 20.
[36754]:الأنبياء: 106، وانظر هذا التفسير في: المحرر 10/61 والجامع 9/223.
[36755]:ط: مطموس.
[36756]:ساقط من ق.
[36757]:الأنعام: 20.
[36758]:سبأ: 28 وانظر هذا التوجيه في: الجامع 9/223.