قوله : { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه } إلى قوله { ( من ربكم ){[36737]} عظيم }[ 4-6 ] : المعنى : وما أرسلنا رسولا إلا بلغة قومه ليفهموا عنه ، وأرسل{[36738]} النبي صلى الله عليه وسلم ، بلغة سعد ابن بكر بن هوازن : وهي أفصح{[36739]} اللغات . فالمعنى : وما أرسلنا إلى أمة من الأمم من قبل محمد ( صلى الله عليه وسلم من رسول ){[36740]} إلا بلسان الأمة التي أرسل إليها ، ليبين لهم ما أرسله{[36741]} الله به إليهم من أمره ونهيه ، لتقوم الحجة عليهم ، ولا يبقى لهم عذر . فيوفق الله من يشاء إلى الإيمان ، ويخذل من يشاء{[36742]} فيبقى على كفره .
{ وهو العزيز }[ 4 ] : أي : الممتنع{[36743]} ممن أراده ( ولا يمتنع عليه أحد ) [ إن ]{[36744]} أراد خذلا( نه ){[36745]} ، لأنه{[36746]} الحكيم في توفيقه للإيمان من أراد أن يوفقه{[36747]} .
فإن قيل : فيجب ألا تلزم{[36748]} الحجة من كان من العجم ، لأنهم لا يفهمون لسان العرب ، فالجواب : أنه إذا ترجم ما جاءهم{[36749]} به النبي صلى الله عليه وسلم ، بلسانهم ، وفهموا الدعوة لزمتهم{[36750]} الحجة ، لقوله تعالى : { وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا }{[36751]} ، ولقوله : { ( لأنذركم ){[36752]} به من بلغ }{[36753]} ولقوله : { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين }{[36754]} .
فكل من بلغته دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ، وفهم ما دعاه{[36755]} إليه ( يأتي يساره إن ){[36756]} لزمته الحجة ، ودخلت تحت قوله { ومن بلغ }{[36757]} وتحت قوله : { كافة للناس }{[36758]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.