النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ} (9)

قوله عز وجل : { إنا نحن نزلنا الذكر } قال الحسن والضحاك يعني القرآن .

{ وإنا له لحافظون } فيه قولان :

أحدهما : وإنا لمحمد حافظون ممن أراده بسوء من أعدائه ، حكاه ابن جرير .

الثاني : وإنا للقرآن لحافظون{[1661]} .

وفي هذا الحفظ ثلاثة أوجه{[1662]} :

أحدها : حفظه حتى يجزى به يوم القيامة ، قاله الحسن .

الثاني : حفظه من أن يزيد فيه الشيطان باطلاً ، أو يزيل منه حقاً ، قاله قتادة .

الثالث : إنا له لحافظون في قلوب من أردنا به خيراً ، وذاهبون به من قلوب من أردنا به شراً{[1663]} .


[1661]:وهذا هو الراجح فيما أرى، لأن المتحدث عنه هو الذكر أي القرآن، والضمير يعود إلى أقرب مذكور كما هو مقرر عند النحويين. أما حفظ الله تعالى لرسوله فيؤخذ من آيات أخرى في هذه.
[1662]:في ق: وجهان أحدهما.
[1663]:سقط هذا الوجه من ق.