التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحۡسِنُونَ} (128)

قوله تعالى : { إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون }

قال الشنقيطي : قوله تعالى : { إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون } ، ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أنه مع عباده المتقين المحسنين . وقد تقدم إيضاح معنى التقوى والإحسان . وهذه المعية خاصة بعباده المؤمنين ، وهي بالإعانة والنصر والتوفيق . وكرر هذا المعنى في مواضع أخر ، كقوله : { إنني معكما أسمع وأرى } ، وقوله : : { إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم } ، وقوله : { لا تحزن إن الله معنا } ، وقوله : { قال كلا إن معي ربي سيهدين } ، إلى غير ذلك من الآيات .

وأما المعية لجميع الخلق فهي بالإحاطة التامة والعلم ، ونفوذ القدرة ، وكون الجميع في قبضته جل وعلا ، فالكائنات في يده جل وعلا أصغر من حبة خردل .