غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحۡسِنُونَ} (128)

101

ثم ختم السورة بآية جامعة لجميع المأمورات والمنهيات فقال : { إن الله مع الذين اتقوا } المعاصي كلها ، { والذين هم محسنون } ، في الطاعات بأن يعبدوا الله مخلصين عن شوائب الرياء : وقيل : { إن الله مع الذين اتقوا } ، استيفاء الزيادة ، { والذين هم محسنون } ، في ترك أصل الانتقام . فإن أردت أن أكون معك بالنصر والتأييد فكن من المتقين ومن المحسنين ، وفيه أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجب أن يكون بالرفق واللين مرتبة مرتبة . وقيل : الذين اتقوا إشارة إلى التعظيم لأمر الله ، والذين هم محسنون إشارة إلى الشفقة على خلق الله ومنه قال بعض المشايخ : كمال الطريق صدق مع الحق وخلق مع الخلق . واحتضر هرم بن حبان فقيل له : أوص . فقال : إنما الوصية من المال ولا مال لي ، أوصيكم بخواتيم سورة النحل .

/خ128