لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلَّذِينَ ٱتَّقَواْ وَّٱلَّذِينَ هُم مُّحۡسِنُونَ} (128)

{ إن الله مع الذين اتقوا } ، أي : اتقوا المثلة والزيادة في القصاص وسائر المناهي ، { والذين هم محسنون } ، يعني : بالعفو عن الجاني ، وهذه المعية بالعون والفضل والرحمة يعني : إن أردت أيها الإنسان أن أكون معك بالعون والفضل والرحمة ، فكن من المتقين المحسنين ، وفي هذا إشارة إلى التعظيم لأمر الله ، والشفقة على خلق الله . قال بعض المشايخ : كمال الطريق صدق مع الحق ، وخلق مع الخلق وكمال الإنسان أن يعرف الحق لذاته ، والخير لأجل أن يعمل به ، وقيل لهرم ابن حيان عند الموت : أوص . فقال : إنما الوصية في المال ولا مال لي ، ولكني أوصيك بخواتيم سورة النحل . والله أعلم بمراده وأسرار كتابه .