التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَمَن يَهۡدِ ٱللَّهُ فَهُوَ ٱلۡمُهۡتَدِۖ وَمَن يُضۡلِلۡ فَلَن تَجِدَ لَهُمۡ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِهِۦۖ وَنَحۡشُرُهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمۡ عُمۡيٗا وَبُكۡمٗا وَصُمّٗاۖ مَّأۡوَىٰهُمۡ جَهَنَّمُۖ كُلَّمَا خَبَتۡ زِدۡنَٰهُمۡ سَعِيرٗا} (97)

قوله تعالى { ومن يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما مأواهم جهنم كلما خبت زدناهم سعيرا }

قال ابن كثير : يقول الله مخبرا عن تصرفه في خلقه ، ونفوذ حكمه ، وأنه لا معقب له ، بأنه من يهده فلا مضل له { ومن يضلل فلن تجد لهم أولياء من دونه } أي يهدونهم كما قال { من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا } سورة الكهف : آية17 .

انظر سورة الأعراف آية ( 178 ) .

أخرج الشيخان بسنديهما عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلا قال : يا نبي الله يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة قال أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادرا على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة ، قال قتادة : بلى وعزة ربنا .

واللفظ للبخاري ، ( صحيح البخاري-التفسير-سورة الفرقان ، ب الذين يحشرون على وجههم في جهنم رقم : 4760 ) ، ( وصحيح مسلم-صفة القيامة والجنة والنار ، ب يحشر الكافر على وجهه رقم2806 ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله : { ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميا وبكما وصما } ثم قال { ورأى المجرمون النار فظنوا } وقال { سمعوا لها تغيظا وزفيرا } وقال { دعوا هنالك ثبورا } أما قوله { عميا } فلا يرون شيئا يسرهم ، وقوله { بكما } لا ينطقون بحجة ، وقوله { صما } لا يسمعون شيئا يسرهم وقوله { مأواهم جهنم } يقول جل ثناؤه : ومصيرهم إلى جهنم وفيها مساكنهم وهم وقودها .

وبه عن ابن عباس في قوله { كلما خبت } قال : سكنت .

أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد { كلما خبت زدناهم سعيرا } يقول : كلما أطفئت أوقدت .

وأخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله { وبكما } قال : الخرس { وصما } وهو جمع أصم ، وبه عن قتادة قوله { كلما خبت زدناهم سعيرا } يقول : كلما احترقت جلودهم بدلوا جلودا غيرها ليذوقوا العذاب .