التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{إِذَا رَأَتۡهُم مِّن مَّكَانِۭ بَعِيدٖ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظٗا وَزَفِيرٗا} (12)

قوله تعالى { إذا رأتهم من مكان بعيد سمعوا لها تغيظا وزفيرا }

قال الشيخ الشنقيطي : ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أن النار يوم القيامة إذا رأت الكافر من مكان بعيد أي في عرصات المحشر اشتد غيظها على من كفر بربها ، وعلى زفيرها فسمع الكفار صوتها من شدة غيظها وسمعوا زفيرها . وما ذكره جلا وعلا في هذه الآية الكريمة بين بعضه في سورة الملك ، فأوضح فيها شدة غيظها على من كفر بربها ، وأنهم يسمعون لها أيضا شهيقا مع الزفير الذي ذكره في آية الفرقان هذه وذلك في قوله تعالى : { إذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقا وهي تفور تكاد تميز من الغيظ } أي " يكاد بعضها ينفصل عن بعض من شدة غيظها على من كفر بالله تعالى .