قوله : «إِذَا رَأَتْهُمْ » هذه الجملة الشرطية في موضع نصب صفة ل «سَعِيراً »{[35450]} ، لأنه مؤنث بمعنى النار .
قوله : { سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً } فإن قيل : التَّغَيُّظُ لا يُسمع . فالجواب من ثلاثة أوجه :
أحدها : أنه على حذف مضاف ، أي : صوت تغيظها{[35451]} .
والثاني : أنه على حذف تقديره : سمعوا ورأوا تغيظاً وزفيراً ، فيرجع كل واحد إلى ما يليق به ، أي : رأوا تغيظاً وسمعوا زفيراً{[35452]} .
والثالث{[35453]} : أن يضمن «سَمِعُوا » معنى يشمل الشيئين ، أي : أدركوا لها تغيظاً وزفيرا{[35454]} .
وهذان الوجهان الأخيران منقولان من قوله :
وَرَأَيْتُ زَوْجَكِ في الوَغَى *** مُتَقَلِّداً سَيْفاً وَرُمْحَا{[35455]}
عَلَفْتُها تِبْناً وَمَاءً بَارداً{[35456]}
أي : ومعتقلاً رمحاً ، وسقيتها ماء ، أو{[35457]} يُضَمَّن ( مُتَقَلِّداً ) معنى متسلحاً ، و ( علفتها ) معنى أطعمتها{[35458]} تبناً{[35459]} وماءً{[35460]} بارداً .
معنى { إِذَا رَأَتْهُمْ مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } . قال الكلبي والسديّ من مسيرة عام . وقيل : من مسيرة مائة سنة{[35461]} . روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : «مَنْ كَذَب علَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأ بَيْنَ عَيْنَي جهنمَ مَقْعَدا » قالوا : وهل لها من عينين ؟ قال : نعم ألم تسمع قول الله - عزَّ وجلَّ - { إِذَا رَأَتْهُمْ مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ }{[35462]} .
وقيل : إذا رأتهم زبانيتها{[35463]} . قال الجبائي : إن الله تعالى ذكر النار وأراد الخزنة الموكلين بتعذيب أهل النار ، لأن الرؤية تصح منهم ولا تصح من النار ، فهو كقوله «وَاسْأَلِ القَرْيَةَ »{[35464]} وأراد أهلها{[35465]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.