الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{إِذَا رَأَتۡهُم مِّن مَّكَانِۭ بَعِيدٖ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظٗا وَزَفِيرٗا} (12)

قوله : { إِذَا رَأَتْهُمْ } : هذه الجملةُ الشرطيةُ في موضعِ نصبٍ صفةً ل " سَعيراً " لأنَّه مؤنَّثٌ .

قوله : { سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً } إنْ قيل : التغيُّظُ لا يُسْمع . فالجوابُ من ثلاثةِ أوجه ، أحدُها : أنه على حَذْفِ مضافٍ أي : صوتَ تغيُّظِها . والثاني : أنه على حَذْفٍ تقديرُه : سَمِعوا وَرَأَوْا تغيُّظاً وزفيراً ، فيرتفع كلُّ واحدٍ إلى ما يَليقُ به أي : رَأَوْا تغيُّظاً وسَمِعوا زَفيراً . والثالث : أَنْ يُضَمَّن " سمعوا " معنىً يَشْمَلُ الشيئين أي : أَدْرَكوا لها تغَيُّظاً وزفيراً . وهذان الوجهان الأخيران منقولان من قولِه :

يا ليتَ زوجَك قد غَدا *** متقلِّداً سيفاً ورُمْحاً

ومن قوله :

فَعَلَفْتُها تِبْناً وماءً بارداً *** . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

أي : ومُعْتَقِلاً رمحاً ، وسَقَيْتُها ماءً ، أو تضمِّنُ " مُتَقَلِّداً " معنى مُتَسَلِّحاً ، و " عَلَفْتُها " معنى : أَطْعَمْتُها تِبْناً وماءً بارداً .