{ إِذَا رَأَتْهُمْ مّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً } هذه الجملة الشرطية في محل نصب صفة ل { سعيراً } لأنه مؤنث بمعنى النار . قيل معنى { إذا رأتهم } : إذا ظهرت لهم ، فكانت بمرأى الناظر في البعد ، وقيل المعنى : إذا رأتهم خزنتها ، وقيل إن الرؤية منها حقيقية ، وكذلك التغيظ والزفير ، ولا مانع من أن يجعلها الله سبحانه مدركة هذا الإدراك . ومعنى { مِن مَّكَانِ بَعِيدٍ } أنها رأتهم وهي بعيدة عنهم ، قيل بينها وبينهم مسيرة خمسمائة عام . ومعنى التغيظ : أن لها صوتاً يدل على التغيظ على الكفار ، أو لغليانها صوتاً يشبه صوت المغتاظ . والزفير : هو الصوت الذي يسمع من الجوف . قال الزجاج : المراد سماع ما يدل على الغيظ ، وهو الصوت : أي سمعوا لها صوتاً يشبه صوت المتغيظ . وقال قطرب : أراد علموا لها تغيظاً ، وسمعوا زفيراً كما قال الشاعر :
أي وحاملاً رمحاً ، وقيل المعنى : سمعوا فيها تغيظاً وزفيراً للمعذبين كما قال : { لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ } [ هود : 106 ] ، وفي واللام متقاربان ، تقول : افعل هذا في الله ولله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.