الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{إِذَا رَأَتۡهُم مِّن مَّكَانِۭ بَعِيدٖ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظٗا وَزَفِيرٗا} (12)

{ رَأَتْهُمْ } من قولهم : دورهم تترا ، أي : وتتناظر . ومن قوله صلى الله عليه وسلم : « لا تراءى ناراهُمَا » كأن بعضها يرى بعضاً على سبيل المجاز . والمعنى : إذا كانت منهم بمرأى الناظر في البعد سمعوا صوت غليانها . وشبه ذلك بصوت المتغيظ والزافر . ويجوز أن يراد : إذا رأتهم زبانيتها تغيظوا وزفروا غضباً على الكفار وشهوة للانتقام منهم . الكرب مع الضيق ، كما أن الروح مع السعة ، ولذلك وصف الله الجنة بأن عرضها السموات والأرض . وجاء في الأحاديث : أن لكل مؤمن من القصور والجنان كذا وكذا .