تنبيه : احتج أهل السنة على أن الجنة مخلوقة بقوله تعالى : { أُعدّت للمتقين } ( آل عمران ، 133 ) وعلى أن النار وهي دار العقاب مخلوقة بهذه الآية : { إذا رأتهم من مكان بعيد } وهو أقصى ما تمكن رؤيتها منه ، وقال الكلبي والسدي : من مسيرة عام ، وقيل : من مسيرة مائة سنة ، روي أنه صلى الله عليه وسلم قال : «من كذب علي متعمداً فليتبوأ بين عيني جهنم مقعداً ، قالوا : وهل لها من عينين ؟ قال : نعم ، ألم تسمع قوله تعالى : إذا رأتهم من مكان بعيد » .
وقال البيضاوي : تبعاً للزمخشري : إذا كانت بمرأى منهم كقوله عليه الصلاة والسلام : «لا تراءى ناراهما » أي لا تتقاربان بحيث تكون إحداهما بمرأى من الأخرى على المجاز . انتهى ، وهذا تأويل للمعتزلة بناء منهم على أن الرؤية مشروطة بالحياة بخلاف الأشاعرة فإنهم يجوزون رؤيتها حقيقة كتغيظها وزفيرها في قوله تعالى : { سمعوا لها تغيظاً } أي : غلياناً كالغضبان إذ غلى صدره من الغضب { وزفيراً } أي : صوتاً شديداً إذ لا امتناع من أنها تكون رائية مغتاظة زافرة ، وأشار البيضاوي إلى ذلك بعد ما ذكر بقوله : هذا . وإن الحياة لما لم تكن مشروطة عندنا بالبينة أمكن أن يخلق الله فيها حياة فترى وتتغيظ وتزفر ، وقال الجلال المحلي : وسماع التغيظ رؤيته وعلمه انتهى . قال عبد الله بن عمر : تزفر جهنم يوم القيامة زفرة فلا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا خر لوجهه ، وقيل : إذا رأتهم زبانيتها تغيظوا وزفروا غضباً عل الكفار للانتقام منهم ، فنسب إليها على حذف مضاف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.