جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{إِذَا رَأَتۡهُم مِّن مَّكَانِۭ بَعِيدٖ سَمِعُواْ لَهَا تَغَيُّظٗا وَزَفِيرٗا} (12)

{ إِذَا رَأَتْهُم } أي : السعير ، { مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ } : أقصى ما يمكن أن يرى منه ، { سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا } : صوت تغيظ وتغضب ، والزفير صوت يسمع من جوف المغتاظ في حين شدته وعدم تجويز الرؤية على النار من قلة البصارة ، وقد ورد{[3602]} ( من يقل على ما لم أقل فليتبوأ بين عيني جهنم مقعدا ، قيل : وهل لها عينان ؟ ! قال : أما سمعتم الله يقول : { إذا رأتهم من مكان بعيد } الآية ،


[3602]:رواه ابن جرير وابن أبي حاتم، وغيرهما بروايات متنوعات، وعلى هذا لا حاجة إلى بيان جهة المجاز بمثل أن هذا من باب لا تترا أي نارهما هذا ما في الوجيز، وفي الفتح بعد نقل معنى هذا الحديث أخرجه عبد بن حميد، وابن جرير من طريق خالد بن دريك، ونحو عند رزين في كتابه، وصححه ابن العربي في قبسه وله لفظ بمعناه وأخرج الترمذي من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان يبصران وأذنان يسمعان، ولسان ينطق يقول: إني وكلت بثلاث بكل جبار عنيد وبكل من دعا مع الله إلها آخر، وبالمصورين)، وفي الباب عن أبي سعيد قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب /12 فتح.