التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱبۡتَغُوٓاْ إِلَيۡهِ ٱلۡوَسِيلَةَ وَجَٰهِدُواْ فِي سَبِيلِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ} (35)

قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة )

قال الشيخ الشنقيطي : اعلم أن جمهور العلماء على أن المراد بالوسيلة هنا هو القربة إلى الله تعالى بامتثال أوامره ، واجتناب نواهيه على وفق ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم بإخلاص في ذلك لله تعالى ، لأن هذا وحده هو الطريق الموصلة إلى رضى الله تعالى ، ونيل ما عنده من خير الدنيا والآخرة .

قال مسلم : حدثنا محمد بن سلمة المرادي حدثنا عبد الله بن وهب ، عن حيوة وسعيد بن أبي أيوب وغيرهما ، عن كعب بن علقمة ، عن عبد الرحمن بن جبير ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ، ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا . ثم سلوا الله لي الوسيلة . فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله . وأرجو أن أكون أنا هو . فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة " .

( الصحيح 1/288ح384- ك الصلاة ، ب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه ) ، وأخرجه( البخاري في ( كتاب الأذان بنحوه 2/94 ) .

قال الترمذي : حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الرحمن بن يزيد قال : أتينا على حذيفة فقلنا : حدثنا من أقرب الناس من رسول الله صلى الله عليه وسلم هديا ودلا فنأخذ عنه ونسمع منه . قال : حدثنا أقرب الناس هديا ودلا وسمتا برسول الله صلى الله عليه وسلم ابن مسعود حتى يتوارى منا في بيته ، ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد أن ابن أم عبد هو أقربهم إلى الله زلفى .

( السنن 5/673ح3807- ك المناقب ، ب مناقب ابن مسعود ) ، وأخرجه أحمد ( المسند 5/395 ) من طريق شعبة عن أبي إسحاق به . قال الترمذي : حسن صحيح . وقال الألباني : صحيح ( صحيح الترمذي ح2994 ) .

وأخرجه الحاكم قال : حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني ، ثنا محمد ابن عبد الوهاب ، ثنا محاضر بن المورع ، ثنا الأعمش عن أبي وائل عن حذيفة أنه سمع قارئا يقرأ : ( يا أيها الذين امنوا اتقوا الله وابتغوا إليه الوسيلة ) . قال : القربة . ثم قال : لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن ابن أم عبد من أقربهم إلى الله وسيلة .

( المستدرك 2/312 - ك التفسير ، سورة المائدة ، و صححه الذهبي )

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله : ( وابتغوا إليه الوسيلة )أي : تقربوا إليه بطاعته والعمل . بما يرضيه .