التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{مِنۡ أَجۡلِ ذَٰلِكَ كَتَبۡنَا عَلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَـٰٓءِيلَ أَنَّهُۥ مَن قَتَلَ نَفۡسَۢا بِغَيۡرِ نَفۡسٍ أَوۡ فَسَادٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ ٱلنَّاسَ جَمِيعٗا وَمَنۡ أَحۡيَاهَا فَكَأَنَّمَآ أَحۡيَا ٱلنَّاسَ جَمِيعٗاۚ وَلَقَدۡ جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُنَا بِٱلۡبَيِّنَٰتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرٗا مِّنۡهُم بَعۡدَ ذَٰلِكَ فِي ٱلۡأَرۡضِ لَمُسۡرِفُونَ} (32)

قوله تعالى : ( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا )

قال الشيخ الشنقيطي : صرح في هذه الآية الكريمة أنه كتب على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ، و لم يتعرض هنا لحكم من قتل نفسا بنفس ، أو بفساد في الأرض ، ولكنه بين ذلك في موضع أخر ، فبين أن قتل النفس بالنفس جائز ، في قوله : ( وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس )الآية ، وفي قوله ( كتب عليكم القصاص في القتلى ) وقوله ( ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : ( من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا )قال : هو كما قال . وقال ( ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا )فإحياؤها : لا يقتل نفسا حرمها الله ، فذلك أحيى الناس جميعا ، يعني أنه من حرم قتلها إلا بحق ، حيى الناس منه جميعا .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله عز و جل ( فكأنما قتل الناس جميعا )قال : هي كالتي في النساء ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم ) سورة النساء : 93 ، في جزائه .