التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفۡعَلُونَ} (2)

سورة الصف ، قوله تعالى : { سبح لله ما في السموات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون } .

قال الترمذي : حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن ، أخبرنا محمد بن كثير ، عن الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن عبد الله بن سلام قال : قعدنا نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتذاكرنا ، فقلنا : لو نعلم أي الأعمال أحب إلى الله لعملناه ، فأنزل الله تعالى : { سبح لله ما في السموات وما في الأرض وهو العزيز الحكيم يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون } . قال عبد الله بن سلام قال يحيى : فقرأها علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال أبو سلمة : فقرأها علينا ابن سلام . قال يحيى : فقرأها علينا أبو سلمة . قال ابن كثير : فقرأها الأوزاعي . قال عبد الله : فقرأها علينا ابن كثير .

( السنن 5/412-413 ح 3309-ك تفسير القرآن ، ب ومن سورة الصف ) ، وأخرجه الدارمي( السنن 2/200-ك الجهاد ، ب الجهاد في سبيل الله أفضل الأعمال ) ، وابن حبان في صحيحه ( الإحسان 10/4 ح 4594 ) ، والحاكم( المستدرك 2/69 ) من طرق عن الأوزاعي به . قال الحاكم : حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي . وأشار إليه الحافظ ابن حجر فقال : . . . إسناده صحيح قلّ أن وقع في المسلسلات مثله مع مزيد علوه( فتح الباري 8/509 ) .

وانظر سورة الحديد آية( 1 ) وسورة الإسراء آية( 44 ) لبيان تسبيح المخلوقات كلها لله تعالى .

انظر حديث البخاري المتقدم تحت الآية رقم( 77 ) من سورة التوبة ، وهو حديث : " آية المنافق ثلاث . . . " .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، في قوله : { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون } قال : كان ناس من المؤمنين قبل أن يفرض الجهاد يقولون : لوددنا أن الله دلنا على أحب الأعمال إليه ، فنعمل به .

فأخبر الله نبيه أن أحب الأعمال إليه إيمان بالله لا شك فيه ، وجهاد أهل معصيته الذين خالفوا الإيمان ولم يقروا به ، فلما نزل الجهاد ، كره ذلك أناس من المؤمنين وشق عليهم أمره ، فقال الله : { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون } .