الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفۡعَلُونَ} (2)

واخْتُلِفَ في السببِ الذي نزلتْ فيه : { يا أيها الذين آمَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ } فقال ابن عباس وغيره : نزلتْ بسببِ قَوْمٍ قالوا : لَوْ عَلِمْنَا أَحَبَّ العَمَلِ إلى اللَّهِ تعالى لسَارَعْنَا إليه ، ففرضَ اللَّهُ الجهادَ وأعلَمَهُمْ بفَضْلِه ؛ وأَنَّهُ يُحِبُّ المقَاتِلينَ في سبيله كالبنيانِ المَرْصُوصِ ، فَكَرِهَهُ قَوْمٌ منهم ، وفَرُّوا يومَ الغزوِ فَعَاتَبَهُمُ اللَّهُ تعالى بهذه الآية ، وقال قتادة والضحاك : نزلتْ بسببِ جماعةٍ من شبابِ المسلمينَ كانوا يَتَحَدَّثُونَ عن أنفسِهم في الغزو بما لم يفعلوا ، قال ( ع ) : وحُكْمُ هذهِ الآيةِ بَاقٍ غَابِرَ الدهرِ ، وكلَّ مَنْ يقولُ ما لا يفعلُ فهو مَمْقُوتُ الكلامِ ، والقولُ الأولُ يَتَرَجَّح بِمَا يأتي من أمْرِ الجهادِ والقتال .