{ يا أَيُّهَا الذين آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ } رُوِيَ أنَّ المسلمينَ قالُوا لو علمنَا أحبَّ الأعمالِ إلى الله تعالى لبذلنَا فيه أموالَنا وأنفسَنا فلما نزلَ الجهادُ كرهوهُ فنزلتْ وما قيل من أن النازل قوله تعالى { إِنَّ الله يُحِبُّ الذين يقاتلون فِي سَبِيلِهِ صَفّاً } [ سورة الصف ، الآية 4 ] بيّن الاختلال . وروي أنهم قالوا : يا رسول الله لو نعلم أحبّ الأعمال إلى الله تعالى لسارعنا إليه ، فنزلت : { هَلْ أَدُلُّكمْ على تجارة } [ سورة الصف ، الآية 10 ] إلى قوله تعالى { وتجاهدون فِي سَبِيلِ الله بأموالكم وَأَنفُسِكُمْ } [ سورة الصف ، الآية 11 ] فولَّوا يومَ أحدٍ . وفيه التزامُ أنَّ ترتيبَ الآياتِ الكريمةِ ليسَ على ترتيبِ النزولِ وقيل لما أخبرَ الله تعالى بثوابِ شهداءِ بدرٍ قالتِ الصحابةُ اللَّهم أشهدْ لئِن لقِينا قتالاً لنُفْرغَن فيهِ وُسعنا ففرّوا يومَ أحدٍ فنزلتْ . وقيلَ إنَّها نزلتْ فيمَنْ يتمدحُ كاذباً حيثُ كانَ الرجلُ يقولُ قتلتُ ولم يقتُلْ وطعنتُ ولم يَطعنْ وهكذا ، وقيلَ كانَ رجلٌ قد آذَى المسلمينَ يومَ بدرٍ ونكى فيهم فقتَلَهُ صهيبٌ وانتحلَ قتلَهُ آخرُ فنزلتْ في المنتحِلِ . وَقِيلَ نزلتْ في المنافقينَ ونداؤُهم بالإيمانِ تهكمٌ بهم وبإيمانهم وليسَ بذاكَ كما ستعرفُهُ ، ولمَ مركبةٌ من اللامِ الجارةِ وما الاستفهاميةِ قد حذفتْ ألفُها تخفيفاً لكثرةِ استعمالِهما معاً كما في عَمَّ وفيمَ ونظائِرِهِما . معنَاها لأيِّ شيءٍ تقولونَ نفعلُ ما لا تفعلونَ من الخيرِ والمعروفِ على أنَّ مدارَ التعبيرِ والتوبيخِ في الحقيقةِ عدمُ فعلِهم وإنَّما وجها إلى قولِهِم تنبيهاً على تضاعفِ معصيتِهِم ببيانِ أنَّ المنكرَ ليسَ تركَ الخيرِ الموعودِ فقط بلِ الوعدَ بهِ أيضاً ، وقد كانُوا يحسبونَهُ معروفاً ولو قيلَ لمَ لا تفعلونَ ما تقولونَ لفُهم منهُ أنَّ المنكرَ هُو تركُ الموعودِ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.