تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفۡعَلُونَ} (2)

الآية 2 وقوله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون } قال بعضهم : هذه الآية في أهل النفاق في القتال [ لأنهم تمنوا القتال ]{[21122]} فلما أمرهم الله تعالى به قالوا { ربنا لم كتبت علينا القتال } [ النساء : 77 ] فأنزل الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون } أي لم تعدون مالا تفون به ؟

ومنهم من قال : إنها في بعض المؤمنين في القتال أيضا ، وإنها على التقديم والتأخير ، ووجه ذلك أنهم أحبوا أن يعملوا أحب الأعمال إلى الله تعالى [ فأنزل الله تعالى قوله : ] {[21123]}{ يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم }الآية [ الصف : 10 وقوله : { إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا } [ الصف : 4 ]فلم يفوا بما وعدوا ، فأنزل الله تعالى : { يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون } ، ويجوز أن تكون هذه الآية في كل مؤمن لأنه قد اعتقد كل من آمن بإيمانه الوفاء بما وعده من الطاعة لله تعالى والاستسلام له والخضوع . فلما لم يف بما وعد خيف عليه / 566 –ب / في كل زلة أن يدخل في هذه الآية ، وليس أحد من المؤمنين قد وفى بما وعد كله ، والواجب عليه أن يتوب من ذلك توبة بليغة .


[21122]:من م، ساقطة من الأصل.
[21123]:من نسخة الحرم المكي، ساقطة من الأصل و م