النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{يَـٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفۡعَلُونَ} (2)

قوله تعالى : { يأيها الذين ءامنوا لم تقولون ما لا تفعلون } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : أنها نزلت في قوم قالوا : لو عملنا أحب الأعمال إلى الله لسارعنا إليه ، فلما نزل فرض الجهاد تثاقلوا عنه ، قاله ابن عباس ومجاهد .

الثاني : أنها نزلت في قوم كان يقول الرجال منهم : قاتلت ولم يقاتل ، وطعنت ، ولم يطعن ، وضربت ، ولم يضرب وصبرت ، ولم يصبر ، وهذا مروي عن عكرمة .

الثالث : أنها نزلت في المنافقين كانوا يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم ولأصحابه إن خرجتم وقاتلتم خرجنا معكم وقاتلنا فلما خرجوا نكصوا عنهم وتخلفوا .

وهذه الآية وإن كان ظاهرها الإنكار لمن قال ما لا يفعل فالمراد بها الإنكار لمن لم يفعل ما قال ، لأن المقصود بها القيام بحقوق الالتيام{[2969]} دون إسقاطه .


[2969]:الالتيام: هكذا في الأصل، ولعل الكلمة الالتزام كالوعد والنذر.