التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّآ أَن تَأۡتِيَهُمُ ٱلۡمَلَـٰٓئِكَةُ أَوۡ يَأۡتِيَ رَبُّكَ أَوۡ يَأۡتِيَ بَعۡضُ ءَايَٰتِ رَبِّكَۗ يَوۡمَ يَأۡتِي بَعۡضُ ءَايَٰتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفۡسًا إِيمَٰنُهَا لَمۡ تَكُنۡ ءَامَنَتۡ مِن قَبۡلُ أَوۡ كَسَبَتۡ فِيٓ إِيمَٰنِهَا خَيۡرٗاۗ قُلِ ٱنتَظِرُوٓاْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ} (158)

قوله تعالى : ( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك )

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك ) الآية . ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة إتيان الله جل وعلا وملائكته يوم القيامة ، وذكر ذلك في موضع آخر ، وزاد فيه أن الملائكة يجيئون صفوفا وهو قوله تعالى ( وجاء ربك والملك صفا صفا ) ، وذكره في موضع آخر ، وزاد فيه أنه جل وعلا يأتي في ضلل من الغمام وهو قوله تعالى ( هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة ) الآية . ومثل هذا من صفات الله تعالى التي وصف بها نفسه يمر كما جاء يؤمن بها .

وانظر سورة البقرة آية ( 210 ) وتفسيرها .

أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة : ( إلا أن تأتيهم الملائكة ) بالموت ، ( أو يأتي ربك ) يوم القيامة ، ( أو تأتي بعض آيات ربك ) ، قال : آية موجبة ، طلوع الشمس من مغربها ، أو ما شاء الله .

أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن مقاتل بن حيان قوله ( هل ينظرون إلا تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك ) قال : يوم القيامة في ظلل من الغمام .

قوله تعالى ( يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا )

قال البخاري : حدثني إسحاق أخبرنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن همام عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون ، وذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها " . ثم قرأ الآية .

( صحيح البخاري8/147ح4636-ك التفسير- سورة الأنعام ، ب الآية ) ، و أخرجه مسلم ( 1/137-ك الإيمان ، ب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان . نحوه ) . المراد بالآية التي قرأها هي الآية المذكورة أعلاه .

قال مسلم : و حدثنا أبو بكر بن شيبة ، وزهير بن حرب . قالا : حدثنا وكيع ح وحدثنيه زهير بن حرب . حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق . جميعا عن فضيل بن غزوان . ح وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء ( و اللفظ له ) . حدثنا ابن فضيل عن أبيه ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ؛ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سل " ثلاث إذا خرجن ، لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا : طلوع الشمس من مغربها . والدجال . ودابة الأرض " .

( صحيح مسلم 1/138ح158-ك الإيمان ، ب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان . نحوه ) .

و انظر حديث مسلم تحت الآية( 159 ) من سورة النساء .

قال مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة : حدثنا أبو خالد ( يعني سليمان بن حيان ) ح وحدثنا ابن نمير : حدثنا أبو معاوية ، ح و حدثني أبو سعد الأشج ، حدثنا حفص ( يعني ابن غياث ) كلهم عن هشام ، ح و حدثني أبو خيثمة ، زهير ابن حرب ( و اللفظ له ) ، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن هشام بن حسان ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها ، تاب الله عليه " .

( الصحيح 4/2076ح2703-ك الذكر و الدعاء و التوبة و الاستغفار ، ب استحباب الاستغفار و الإكثار منه ) .

قال الترمذي : حدثنا أحمد بن عبدة الضبي حدثنا حماد بن زيد عن عاصم عن زر بن حبيش قال : أتيت صفوان بن عسال المرادي ، فقال : ما جاء بك ؟ قلت : ابتغاء العلم . . . فذكر الحديث ، وفيه : " قال زر : فما برح يحدثني حتى حدثني أن الله جعل بالمغرب بابا عرضه مسيرة سبعين عاما للتوبة ، لا يغلق ما لم تطلع الشمس من قبله ، وذلك قول الله عز وجل ( يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها . . . ) الآية .

قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح . ( السنن ح 3536 ، واللفظ للثاني - ك الدعوات ، ب في فضل التوبة والاستغفار ) ، وأخرجه أيضا عبد الرزاق في تفسيره ح877 ) ، و النسائي في تفسيره ح 198 ) ، وابن ماجة في ( سننه ح 4070 - ك الفتن ، ب طلوع الشمس من مغربها ) ، والطبري في تفسيره ( 12/250ح14206و14207 ) ، وابن خزيمة في ( صحيحه ح 193 ) ، وابن حبان في صحيحه ( الإحسان ح 1321 ) وغيرهم من طرق عن عاصم بإسناده نحوه ، وحسنه الألباني في( صحيح سنن الترمذي 3/174و175 ) ، وابن ماجه ( 2/382 ) .

انظر حديث مسلم عن أبي ذر الآتي عند الآية ( 38 ) من سورة يس .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي ( يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفس إيمانهم لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ) يقول : كسبت في تصديقها خيرا ، عملا صالحا . فهؤلاء أهل القبلة . وإن كانت مصدقة و لم تعمل قبل ذلك خيرا . فعملت بعد أن رأت الآية ، لم يقبل منها . وإن عملت قبل الآية خيرا ، ثم عملت بعد الآية خيرا ، قبل منها .

قوله تعالى ( قل انتظروا إنا منتظرون )

انظر سورة يونس آية( 20 ) .