التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{كِتَٰبٌ أُنزِلَ إِلَيۡكَ فَلَا يَكُن فِي صَدۡرِكَ حَرَجٞ مِّنۡهُ لِتُنذِرَ بِهِۦ وَذِكۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِينَ} (2)

قوله تعالى : ( كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين )

أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله : ( فلا يكن في صدرك حرج منه ) قال : شك منه .

قال الشيخ الشنقيطي : قوله تعالى ( لتنذر به وذكرى للمؤمنين ) لم يبين هنا المفعول به لقوله تنذر ، ولكنه بينه في مواضع أخر كقوله ( وتنذر به قوما لدا ) وقوله ( لتندر قوما ما أنذر آباؤهم ) إلى غير ذلك من الآيات . كما أنه بين المفعول الثاني للإنذار في آيات أخر كقوله ( لينذر بأسا شديدا من لدنه ) الآية ، وقوله ( فأنذرتكم نارا تلظى ) وقوله ( إنا أنذرناكم عذابا قريبا ) الآية ، إلى غير ذلك من الآيات . وقد جمع تعالى في هذه الآية الكريمة بين الإنذار والذكرى في قوله ( لتنذر به وذكرى للمؤمنين ) فالإنذار للكفار ، والذكرى للمؤمنين ، ويدل لذلك قوله تعالى ( فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا ) وقوله ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) وقوله ( فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ) . ولا ينافي ما ذكرنا من أن الإنذار للكفار ، والذكرى للمؤمنين . أنه قصر الإنذار على المؤمنين دون غيرهم في قوله تعالى ( إنما تنذر من اتبع الذكر وخشي الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم ) لأنه لما كان الانتفاع بالإنذار مقصورا عليهم ، صار الإنذار كأنه مقصور عليهم ، لأن ما لا نفع فيه فهو كالعدم .