التفسير الصحيح لبشير ياسين - بشير ياسين  
{وَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡۚ لَوۡ أَنفَقۡتَ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مَّآ أَلَّفۡتَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيۡنَهُمۡۚ إِنَّهُۥ عَزِيزٌ حَكِيمٞ} (63)

قوله تعالى : { وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم }

قال البخاري : حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا وهيب عن عمرو بن يحيى عن عباد بن تميم عن عبد الله بن زيد بن عاصم قال : لما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئا ، فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس ، فخطبهم فقال : يا معشر الأنصار ، ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي ، وكنتم متفرقين فألفكم الله بي ، وعالة فأغناكم الله بي ؟ كلما قال شيئا قالوا : الله ورسوله أمن . قال : ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : كلما قال شيئا قالوا : الله ورسوله أمن . قال : لو شئتم قلتم : جئتنا كذا وكذا . ألا ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير ، وتذهبون بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى رحالكم ؟ لولا الهجرة ، لكنت امرءا من الأنصار . ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبها . الأنصار شعار ، والناس دثار . إنكم ستلقون بعدي أثرة ، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ) .

( الصحيح 7/644 ح 4330 – ك المغازي ، ب غزوة الطائف ) ، وأخرجه مسلم ( الصحيح – ك الزكاة ، ب إعطاء المؤلفة قلوبهم ) .

أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي : { وألف بين قلوبهم } ، قال : هؤلاء الأنصار ، ألف بين قلوبهم من بعد حرب ، فيما كان بينهم .

قال الطبري : حدثني محمد بن خلف ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، قال : حدثني فضيل بن غزوان ، قال : أتيت أبا إسحق فسلمت عليه فقلت : أتعرفني ؟ فقال فضيل : نعم ! لولا الحياء منك لقبلتك حدثني أبو الأحوص ، عن عبد الله قال : نزلت هذه الآية في المتحابين في الله : { لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ) }

( أبو الأحوص هو عوف بن مالك بن نضلة ، وأخرجه الحاكم من طريق يعلى بن عبيد عن فضيل به ، وصححه ووافقه الذهبي ( المستدرك 2/329 ) وذكره الهيثمي وقال : رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير جنادة بن سلم وهوثقة . ( مجمع الزوائد 7/27 ) .