بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡۚ لَوۡ أَنفَقۡتَ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مَّآ أَلَّفۡتَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيۡنَهُمۡۚ إِنَّهُۥ عَزِيزٌ حَكِيمٞ} (63)

قوله تعالى : { وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ } ، يعني ليّن قلوبهم من العداوة التي كانت بين الأوس والخزرج في الجاهلية . { لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِى الأرض جَمِيعاً مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ } ، يعني ما قدرت أن تؤلف بينهم ، { ولكن الله أَلَّفَ بَيْنَهُمْ } بالإسلام . { إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } حكم بالألفة بين الأنصار بعد العداوة ، وحكم بالنصر على أعدائه .

وروى أبو إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله بن مسعود قال : نزلت هذه الآية في المتحابين في الله { لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِى الأرض جَمِيعاً مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ولكن الله أَلَّفَ بَيْنَهُمْ } وقال عبد الله : المؤمن متألف يألف ويؤلف ، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف .