الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{وَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡۚ لَوۡ أَنفَقۡتَ مَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا مَّآ أَلَّفۡتَ بَيۡنَ قُلُوبِهِمۡ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيۡنَهُمۡۚ إِنَّهُۥ عَزِيزٌ حَكِيمٞ} (63)

{ وألف بين قلوبهم }[ 63 ] .

أي : بين قلوب الأنصار{[27764]} : الأوس والخزرج ، بعد التفرق والتشتت ، { لو أنفقت ما في الارض جميعا }[ 63 ] ، أي : من ذهب وفضة { ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله [ ألف ]{[27765]} بينهم }[ 63 ] ، على الهدى ، فقواك بهم{[27766]} .

وروي عن ابن مسعود أنه قال : نزلت هذه الآية في المتحابين في الله عز وجل : { لو أنفقت ما في الارض جميعا ما ألفت بين قلوبهم } الآية{[27767]} .

وقال مجاهد : [ إذا ]{[27768]} التقى المسلمان{[27769]} وتصافحا غُفر لهما{[27770]} .


[27764]:وهو قول السدي، وبشير بن ثابت الأنصاري، وابن إسحاق كما في جامع البيان 14/45، 46. قال ابن الجوزي في زاد المسير 3/377: "وهذا من أعجب الآيات؛ لأنهم كانوا ذوي أنفة شديدة، فلو أن رجلا لطم رجلا، لقاتلت عنه قبيلته حتى تدرك ثأره، فآل بهم الإسلام إلى أن يقتل الرجل ابنه وأباه".
[27765]:زيادة من "ر".
[27766]:انظر: جامع البيان 14/45.
[27767]:جامع البيان 14/47، وفي هامش تحقيق الشيخ محمود شاكر: "وهذا الخبر رواه الحاكم في المستدرك". وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي". وتفسير ابن أبي حاتم 5/1727، وتفسير ابن كثير 2/323، وفيه: "رواه النسائي، والحاكم في مستدركه، وقال: صحيح"، والدر المنثور 4/100، مختصرا، انظر: فتح القدير 2/369.
[27768]:زيادة من "ر".
[27769]:في "ر": المسلمون.
[27770]:جامع البيان 14/46، وتفسير ابن كثير 2/323، مختصرا.