نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{قَالُوٓاْ أَتَعۡجَبِينَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِۖ رَحۡمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَٰتُهُۥ عَلَيۡكُمۡ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِۚ إِنَّهُۥ حَمِيدٞ مَّجِيدٞ} (73)

فكأنه قيل : فماذا{[39717]} قيل لها ؟ فقيل : { قالوا } أي الملائكة متعجبين من تعجبها { أتعجبين من أمر الله } أي الذي له الكمال كله ، وهو لا ينبغي لك لأنك{[39718]} معتادة من{[39719]} الله بما ليس لغيركم من الخوارق ، والعجب إنما يكون مما خرج عن أشكاله وخفي سببه ، وأنت - لثبات علمك بالسبب الذي هو قدرة الله على كل شيء وحضوره لديك مع اصطفاء الله لكم وتكرر خرقه للعوائد في شؤونكم - لست كغيرك{[39720]} ممن ليس كذلك ؛ ثم عللوا إنكارهم لتعجبها بقولهم : { رحمت الله } أي كرامة الذي له الإحاطة بصفات الجلال والإكرام { وبركاته } أي خيراته النامية الثابتة { عليكم } وبينوا خصوصيتهم بإسقاط أداة النداء مدحة{[39721]} لهم فقال{[39722]} : { أهل البيت } قد تمرنتم{[39723]} على مشاهدة العجائب لكثرة ما ترون من آثاره بمثل ذلك وغيره ؛ ثم علل إحسانه إليهم مؤكداً تثبيتاً لأصل الكلام الذي أنكرته فقال{[39724]} : { إنه } أي بخصوص هذا الإحسان { حميد مجيد } أي{[39725]} كثير التعرف إلى من يشاء من{[39726]} جلائل النعم وعظيم المقدور بما يعرف أنه مستحق الحمد على المجد ، وهو الكرم الذي ينشأ عنه الجود ،


[39717]:سقط من ظ.
[39718]:من ظ ومد، وفي الأصل: لأنه.
[39719]:في ظ: عن.
[39720]:من ظ ومد، وفي الأصل: كغيري.
[39721]:في ظ: فرحة.
[39722]:زيد من ظ ومد.
[39723]:من ظ ومد، وفي الأصل: تمرنهم.
[39724]:زيد من ظ ومد.
[39725]:زيد من ظ ومد.
[39726]:في ظ: ما.