السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قَالُوٓاْ أَتَعۡجَبِينَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِۖ رَحۡمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَٰتُهُۥ عَلَيۡكُمۡ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِۚ إِنَّهُۥ حَمِيدٞ مَّجِيدٞ} (73)

ولذلك

{ قالوا } ، أي : الملائكة لسارة { أتعجبين من أمر الله } منكرين عليها ذلك ، أي : لا تعجبين من ذلك فإنّ الله تعالى قادر على كل شيء ، وإذا أراد شيئاً كان سريعاً فإن خوارق العادات باعتبار أهل بيت النبوّة ومهبط المعجزات ، وتخصيصهم بمزيد النعم والكرامات ليس بمستغرب { رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت } ، أي : بيت إبراهيم وأهل منصوب على المدح أو النداء لقصد التخصيص كقولهم : اغفر لنا أيتها العصابة وهذا على معنى الدعاء من الملائكة لهم بالخير والبركة ، وفيه دليل على أنّ أزواج الرجل من أهل بيته { إنه } تعالى { حميدٌ } ، أي : محمود على كل حال أو فاعل ما يستوجب به الحمد { مجيد } ، أي : كثير الخير والإحسان .