الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{قَالُوٓاْ أَتَعۡجَبِينَ مِنۡ أَمۡرِ ٱللَّهِۖ رَحۡمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَٰتُهُۥ عَلَيۡكُمۡ أَهۡلَ ٱلۡبَيۡتِۚ إِنَّهُۥ حَمِيدٞ مَّجِيدٞ} (73)

قوله تعالى : { أَهْلَ الْبَيْتِ } : في نصبه وجهان ، أحدهما : أنه منادى . والثاني : أنه منصوبٌ على المدح . وقيل : على الاختصاص ، وبين النصبين فرق : وهو أن المنصوب على المدح لفظ يتضمن بوضعه المدح كما أن المذمومَ لفظٌ يتضمن بوضعه الذمَّ .

والمنصوبُ على الاختصاص لا يكون إلا لمدحٍ أو ذم ، لكن لفظَه لا يتضمَّن بوَضْعِه ولا الذمَّ كقوله :

2685 بنا تميماً يُكْشَفُ الضبابُ ***

كذا قاله الشيخ ، واستند إلى أن سيبويه جعلهما في بابين ، وفيه نظر .

والمجيد : فَعيل ، مثالُ مبالغة مِنْ مَجَد يَمْجُد مَجْداً ومَجادة ، ويقال : مَجْد كشَرُف وأصلُه الرِّفْعَة . وقيل : من مَجَدَتِ الإِبلُ تَمْجُد مَجادة ومَجْداً أي : شَبِعت ، وأنشدوا لأبي حية النميري :

2686 تزيدُ على صواحبِها وليسَتْ *** بماجدةِ الطعام ولا الشراب

أي : ليسَتْ بكثيرةِ الطعامِ ولا الشراب . وقيل : مَجَد الشيءُ : أي حَسُنَتْ أوصافُه . وقال الليث : " أمجد فلانٌ عطاءَه ومَجَّده أي : كثَّره " .