ولما أخبر سبحانه أنه هو الفاعل وحده ، أتبعه الدليل عليه وعلى إضلال الذين بدلوا الكلمة الطيبة من التوحيد بالإشراك وزلزلتهم واجتثاث كلمتهم فقال : { ألم تر } وأشار إلى بعدهم{[45019]} عن مقامه صلى الله عليه وعلى آله وسلم بقوله : { إلى الذين بدلوا } والتبديل : جعل الشيء مكان غيره { نعمت الله } أي المستجمع لصفات الكمال التي أسبغها عليهم من كلمة التوحيد ، {[45020]} وما أورثهم من دين أبيهم إسماعيل عليه السلام ومن جميع النعم الدنيوية من أمن البلد{[45021]} وتيسير الرزق وغير ذلك ، بأن جعلوا مكان شكرها { كفراً } وهم يدعون أنهم أشكر الناس للإحسان ، وأعلاهم همماً{[45022]} في الوفاء ، وأبعدهم عن الخناء { وأحلوا قومهم } بذلك { دار البوار * } أي{[45023]} الهلاك ، مع{[45024]} ادعائهم أنهم أذب الناس{[45025]} عن الجار فضلاً عن الأهل ، روى البخاري في التفسير أنهم كفار أهل مكة . والبوار : الهلاك الزائد{[45026]} ، والإحلال : جعل الشيء في محل ، فإن كان جوهراً فهو إحلال{[45027]} مجاورة . وإن كان عرضاً فهو إحلال{[45028]} مداخلة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.