قوله تعالى : { بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً } فيه أوجهٌ : أحدُها : أنَّ الأصلَ بَدَّلوا شكرَ نعمةِ [ الله ] كفراً ، كقوله : { وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ } [ الواقعة : 82 ] [ أي ] : شُكر رزقكم ، وَجَبَ عليهم الشكرُ فوضَعُوا موضعَه الكفرَ .
الثاني : أنهم بدَّلوا نفسَ النعمةِ كفراً ، على أنهم لمَّا كَفَروها سُلِبوها ، فبَقُوا مَسْلوبِي النعمةِ موصوفين بالكفر حاصلاً لهم . قالهما الزمخشري . قلت : وعلى هذا فلا يُحتاج إلى حَذْفِ مضاف على هذا ، وقد تقدَّم أن " بَدَّلَ " يتعدَّى لاثنين ، أَوَّلُهما من غير حرف ، والثاني بالباء ، وأن المجرورَ هو المتروكُ ، والمنصوبَ هو الحاصلُ ، ويجوز حَذْفُ الحرفِ ، فيكونُ المجرورُ بالباءِ هنا هو " نعمة " لأنها المتروكةُ . وإذا عَرَفْتَ هذا عَرَفْتَ أنَّ قولَ الحوفيِّ وأبي البقاء أنَّ " كفراً " هو المفعولُ الثاني ليس بجيدٍ ؛ لأنه هو الذي يَصِل إليه الفعل بنفسِه لا بحرف الجر ، وما كان كذا فهو المفعولُ الأول .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.