نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجَ بِهِۦ مِنَ ٱلثَّمَرَٰتِ رِزۡقٗا لَّكُمۡۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلۡفُلۡكَ لِتَجۡرِيَ فِي ٱلۡبَحۡرِ بِأَمۡرِهِۦۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلۡأَنۡهَٰرَ} (32)

ولما نفى جميع{[45067]} الأسباب النافعة في الدنيا في ذلك اليوم{[45068]} ، كان كأنه{[45069]} قيل : فمن{[45070]} الحكم فيه حتى أنه يسير{[45071]} سيرة لا نعرفها ؟ فقيل : { الله } أي الملك الأعلى المحيط بكل شيء ؛ ثم أتبعه بصفات تدل على ما دعا{[45072]} إليه الرسل{[45073]} من وحدانيته وما أخبروا به من قدرته على كل شيء فلا يقدر أحد على مغالبته ، وعلى المعاد وعلى غناه{[45074]} فلا يبايع ، فقال : { الذي خلق السماوات والأرض } وهما أكبر خلقاً منكم وأعظم شأناً ، ثم عقبه بأدل{[45075]} الأمور على الإعادة مع ما فيه من{[45076]} عظيم{[45077]} المنة بأن به{[45078]} الحياة ، فقال : { وأنزل من السماء ماء } ولما كان ذلك سبب النمو قال : { فأخرج به } أي بالماء الذي جعل منه كل شيء حي { من الثمرات } أي{[45079]} الشجرية و{[45080]} غيرها { رزقاً لكم } بعد يبس الأرض{[45081]} وجفاف نباتها ، وليس ذلك بدون إحياء الموتى ؛ ثم أتبعه ما ادخره في الأرض من مياه البحار والأنهار ، وذكر أعم ما يظهر من البحار{[45082]} فقال{[45083]} : { وسخر لكم{[45084]} الفلك } وعلل ذلك بقوله : { لتجري في البحر } ولما كان ذلك أمراً باهراً للعقل ، بين عظمته بقوله : { بأمره } ولما كانت الأنهار من النعم الكبار بعد نعمة البحار ، قال : { وسخر لكم{[45085]} الأنهار * }


[45067]:في م: نفع.
[45068]:زيد من ظ و م ومد.
[45069]:سقط من ظ.
[45070]:في ظ: فما.
[45071]:من ظ ومد، وفي الأصل و م: يشير.
[45072]:في ظ: ادعاه.
[45073]:زيد من ظ و م ومد.
[45074]:من ظ و م، وفي الأصل ومد: غنه.
[45075]:في ظ: بإدراك.
[45076]:زيد بعده في مد: جميع.
[45077]:في ظ: عظم.
[45078]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: فيه.
[45079]:في ظ: الشجر به أو.
[45080]:في ظ: الشجر به أو.
[45081]:زيد من م ومد.
[45082]:زيد من ظ و م ومد.
[45083]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: قال.
[45084]:سقط ما بين الرقمين من الأصل فقط وزيد من غيره.
[45085]:سقط ما بين الرقمين من الأصل فقط وزيد من غيره.