نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضۡلَلۡنَ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلنَّاسِۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُۥ مِنِّيۖ وَمَنۡ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ} (36)

تم بين زيادة الاهتمام بأمر الأصنام بإعادة النداء ، وأسقط الأداة - زيادة في التملق بكونه من أهل القرب والانقطاع إليه سبحانه معللاً لما قبله - في قوله : { رب } بإفراد المضاف إليه ليكون الكلام الواحد{[45144]} على نظام واحد { إنهن أضللن } إسناد{[45145]} مجازي علاقته السببية { كثيراً من الناس فمن } أي فتسبب عن بغضي لهن أني{[45146]} أقول{[45147]} : من { تبعني } من جميع الناس في تجنبها { فإنه مني } أي من حزبي لكونه على طريقتي وديني ، فأتني ما وعدتني فيه من الفوز { ومن عصاني } فضل بها فقد استحق النار ، فإن عذبته فهو عبدك ، وإن غفرت له فأنت{[45148]} أهل لذلك ، لأن لك أن تفعل ما تشاء { فإنك غفور } أي بليغ الستر { رحيم * } أي بليغ الإكرام بعد ستر الذنوب ؛ وأكد للإعلام بزيادة رغبته في العفو لأنه لا ينقص به شيء من عزته سبحانه ولا حكمته - كما أشار إليه دعاء عيسى عليه السلام في المائدة{[45149]} .


[45144]:زيد من ظ و م ومد.
[45145]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: إسنادي.
[45146]:في م: أن، وفي مد: أي.
[45147]:سقط من م.
[45148]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: فهو.
[45149]:آية 118.