نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{قَالُواْ مَآ أَخۡلَفۡنَا مَوۡعِدَكَ بِمَلۡكِنَا وَلَٰكِنَّا حُمِّلۡنَآ أَوۡزَارٗا مِّن زِينَةِ ٱلۡقَوۡمِ فَقَذَفۡنَٰهَا فَكَذَٰلِكَ أَلۡقَى ٱلسَّامِرِيُّ} (87)

ولما تشوف السامع إلى جوابهم ، استأنف ذكره فقال : { قالوا } : لم يكن شيء من ذلك{[49726]} .

ولما كان المقصود من هذا السياق كله إظهار عظيم القدرة ، عبر عن ذلك بقوله ، حكاية {[49727]}عنهم للاعتراف بما قررهم موسى عليه السلام به من العناد{[49728]} معتذرين عنه بالقدرة{[49729]} ، والاعتذار به لا يدفع العقوبة المرتبة على الذنب : { ما أخلفنا موعدك بملكنا } أي لقد صدقت فيما قلت ، ولكنا لم نفعل ذلك ونحن بملك أمرنا - {[49730]}هذا على قراءة الجماعة بالكسر ، وعلى قراءة نافع وعاصم بالفتح المعنى : ولنا ملكة نتصرف بها في أنفسنا ، وعلى قراءة حمزة والكسائي بالضم كأنهم قالوا : ولنا سلطان قاهر{[49731]} لأمورنا - على أنهم قد ذكروا أن القراءات الثلاث لغات لمعنى واحد ، قال في القاموس : ملكه يملكه ملكاً مثلثة : احتواه قادراً على الاستبداد به ، والمعنى أن السامري زين لهم ذلك ، ووسوس به الشيطان {[49732]}فما دروا{[49733]} إلا وقد تبعوه حتى كانوا{[49734]} كأنهم يقادون إليه بالسلاسل ، وقيل هذا كلام من لم يعبده ، اعتذروا بأنهم كانوا قليلاً ، لا قدرة لهم على مقاومة{[49735]} من عبده{[49736]} ، وهذا كله{[49737]} إشارة إلى أنه تعالى هو المتصرف في القلوب ، فهو قادر على أن يرد كفار قريش والعرب من بعد عنادهم ، ولددهم وفسادهم { ولكنا } كنا { حملنا أوزاراً } أي أثقالاً من النقدين{[49738]} هي أسباب الآثام ، كما تقدم في الأعراف أن الله أمرهم في التوراة أن يستعيروها من القبط فخربوهم بها ، وكأن هذا ما كان خيانة في ذلك الشرع ، أو{[49739]} أن الله تعالى أباح لهم ذلك في القبط خاصة { من زينة القوم } الذين لم نكن نعرف قوماً غيرهم ، وغيرهم ليس حقيقاً بإطلاق هذا اللفظ عليه{[49740]} وهم القبط ، {[49741]}فقضى لنا{[49742]} أن نقذفها في النار ، وتوفرت الدواعي على ذلك واشتدت بحيث لم نتمالك { فقذفناها فكذلك } أي فتعقب{[49743]} هذا أنه{[49744]} مثل ذلك الإلقاء { ألقى السامري* } وهو لصيق انضم إليهم من قبط مصر ، ألقى ما كان معه ، إما من المال وإما من أثر الرسول ، كما {[49745]}مضى و{[49746]}يأتي ، وكأن إلقاءه كان آخراً .


[49726]:زيد من ظ.
[49727]:العبارة من هنا إلى "على الذنب" ساقطة من ظ.
[49728]:زيدت الواو في الأصل ولم تكن في مد فحذفناها.
[49729]:في مد: بالقدر.
[49730]:العبارة من هنا إلى "من عبدوه" ص 329 س 4 ساقطة من ظ.
[49731]:من مد، وفي الأصل: ظاهر.
[49732]:من مد وفي الأصل: ظاهر.
[49733]:من مد، وفي الأصل: فبادروا.
[49734]:زيد من مد.
[49735]:من مد، وفي الأصل: مقارنة.
[49736]:من مد وفي الأصل: يعبده.
[49737]:سقط من ظ.
[49738]:زيدت الواو في الأصل، ولم تكن في ظ ومد فحذفناها
[49739]:من ظ ومد وفي الأصل "و".
[49740]:زيد من ظ ومد
[49741]:موضعه في ظ: فسولت لنا أنفسنا.
[49742]:موضعه في ظ: فسولت لنا أنفسنا.
[49743]:بهامش ظ: إنما جعل الشيخ الفاء هنا للتعقيب لأن "قذفنا" لا يصح أن يكون سببا لإلقاء السامري فليفهم ذلك.
[49744]:زيد من ظ ومد.
[49745]:سقط ما بين الرقمين من ظ.
[49746]:سقط ما بين الرقمين من ظ.