ولما كان الله تعالى لا يقر من كذب عليه ، فضلاً عن أن يصدقه ويؤيده ، ولا يخفى عليه كيد حتى يلزم منه{[50412]} نقص ما أراده ، قال {[50413]}دالاً لهم على صدقه ومنبهاً على موضع الجحة في أمره - على قراءة حمزة والكسائي وحفص عن عاصم ، و{[50414]}جواباً لمن كأنه قال : فماذا يقال لهؤلاء ؟ - {[50415]}على قراءة الباقين{[50416]} : { قال ربي } المحسن إليّ{[50417]} بتأييدي بكل ما يبين صدقي ويحمل على أتباعي { يعلم القول } سواء كان{[50418]} سراً أو جهراً .
{[50419]}ولما كان من {[50420]}يسمع من هاتين{[50421]} المسافتين يسمع من أيّ مسافة فرضت غيرهما قطعاً ، لم يحتج إلى جمع على أنه يصح إرادة الجنس فقال : { في السماء والأرض } على حد سواء ، لأنه لا مسافة بينه وبين شيء من ذلك { وهو } أي وحده { السميع العليم* } يسمع كل ما يمكن سمعه ، ويعلم كل ما يمكن علمه من القول وغيره ، فهو يسمع سركم ، ويبطل مكركم ، ويسمع ما أنسبه إليه من هذا الذكر ، {[50422]}فلو لم يكن{[50423]} عنه لزلزل{[50424]} بي ، وقد جرت سنته القديمة في الأولين ، بإهلاك المكذبين ، وتأييد الصادقين ، وإنجائهم من زمن{[50425]} نوح عليه السلام إلى هذا الزمان ، ولعلمه بحال الفريقين .
وستعلمون لمن تكون له{[50426]} العاقبة ، وقد أشار إلى هذا في هؤلاء الأنبياء عليهم السلام{[50427]} الذين دل بقصصهم في هذه السورة على ما تقدمها من الأحكام والقضايا{ وكنا به عالمين }[ الأنبياء : 51 ] { إذ قال لأبيه وقومه وكنا لحكمهم شاهدين } و{ كنا بكل شيء عالمين }[ الأنبياء : 88 ] { وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون }[ الأنبياء : 109 ] { إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون }[ الأنبياء : 110 ]
{ إن الأرض يرثها عبادي الصالحون }[ الأنبياء : 105 ] { ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم }[ النور : 55 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.