فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَالَ رَبِّي يَعۡلَمُ ٱلۡقَوۡلَ فِي ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ} (4)

فأطلع الله نبيه صلى الله عليه وسلم على ما تناجوا به ، وأمره الله سبحانه أن يجيب عليهم فقال : { قُل ربّي يَعْلَمُ القول فِي السماء والأرض } أي لا يخفى عليه شيء مما يقال فيهما ، وفي مصاحف أهل الكوفة : { قال ربي } أي قال محمد : ربي يعلم القول ، فهو عالم بما تناجيتم به . قيل : القراءة الأولى أولى ، لأنهم أسرّوا هذا القول ، فأطلع الله رسوله صلى الله عليه وسلم على ذلك وأمره أن يقول لهم هذا . قال النحاس : والقراءتان صحيحتان ، وهما بمنزلة آيتين { وَهُوَ السميع } لكل ما يسمع { العليم } بكل معلوم ، فيدخل في ذلك ما أسرّوا دخولاً أولياً .

/خ9