قوله : { قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ القول }{[27820]} . قرأ{[27821]} الأخوان وحفص «قَالَ » على لفظ الخبر والضمير للرسول - صلى الله عليه وسلم{[27822]} .
والباقون : «قُلْ » على الأمر له{[27823]} .
قوله : { فِي السَّمَاءِ } فيه أوجه :
أحدها : أن يتعلق بمحذوف على أنه حال من القول{[27824]} .
والثاني : أنه حال من فاعل «يَعْلَمُ »{[27825]} وضعفه أبو البقاء{[27826]} ، وينبغي أن يمتنع{[27827]} .
والثالث : أنه متعلق ب «يَعْلَمُ »{[27828]} ، وهو قريب مما قبله{[27829]} . وحذف متعلق «السَّمْيِعُ العَلِيمُ » للعلم به . والمعنى : لا يخفى عليه شيء «وهو السميع » لأقوالهم «العليم » بأفعالهم . قال الزمخشري : فإن قلت : هلا قيل : يعلم السر لقوله { وَأَسَرُّوا النَّجْوَى } قلت : القول عام يشمل السر والجهر ، فكان في العلم به العلم بالسر وزيادة ، فكان{[27830]} آكد في بيان الاطلاع على نجواهم من أن يقول : يعلم السر ، كما أن قوله : { يَعْلَمُ السَّرَّ } آكد من أن يقول : يعلم سرهم{[27831]} .
فإن قلت : لم ترك الآكد في سورة الفرقان في قوله : { قُلْ أَنزَلَهُ الذي يَعْلَمُ السر فِي السماوات والأرض }{[27832]} ؟ قلت : ليس بواجب أن يجيء بالآكد في كل موضع ولكن يجيء بالتوكيد تارة{[27833]} وبالآكد أخرى . ثم الفرق أنه قدم هنا أنهم أسروا النجوى ، فكأنه قال : إن ربي يعلم ما أسروه ، فوضع القول موضع ذلك للمبالغة ، وثم قصد{[27834]} وصفه ب { عَالِمِ الغيب لاَ يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ }{[27835]} {[27836]} وإنما قدم «السميع » على «العليم » لأنه لا بد من سماع الكلام أولاً ثم من حصول العلم بمعناه{[27837]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.