فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَجَعَلۡنَٰهُمۡ أَئِمَّةٗ يَهۡدُونَ بِأَمۡرِنَا وَأَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡهِمۡ فِعۡلَ ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَإِقَامَ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءَ ٱلزَّكَوٰةِۖ وَكَانُواْ لَنَا عَٰبِدِينَ} (73)

{ وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين ( 73 ) ولوطا آتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين ( 74 ) وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين ( 75 ) ونوحا إذ نادى من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم ( 76 ) ونصرناه من القوم الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوم سوء فأغرقناهم أجمعين ( 77 ) وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ( 78 ) } .

{ وجعلناهم أئمة } أي رؤساء يقتدى بهم في الخيرات والأعمال الصالحات .

{ يهدون } الناس { بأمرنا } أي بما أنزلنا عليهم من الوحي { وأوحينا إليهم فعل الخيرات } أي أن يفعلوا الطاعة ، وقيل شرائع النبوات { وإقام الصلاة } الأصل الإقامة إلا أن المضاف إليه جعل بدلا من الهاء ، والمعنى المحافظة عليها .

{ وإيتاء الزكاة } الواجبة ، وخصهما بالذكر لأن الصلاة أفضل العبادات البدنية وشرعت لذكر الله ، والزكاة أفضل العبادات المالية ، ومجموعهما التعظيم لأمر الله والشفقة على خلق الله { وكانوا لنا } خاصة دون غيرنا من الأصنام قاله العمادي { عابدين } أي مطيعين فاعلين ما نأمرهم به تاركين ، لما ننهاهم عنه ، وقيل موحدين .