قوله : { إِنَّهُ أَنَا اللَّهُ } : في اسمِ " إنَّ " وجهان ، أظهرهما : أنه ضميرُ الشأن . و { أَنَا اللَّهُ } مبتدأ وخبرُه ، و { الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } صفتان لله . والثاني : أنه ضميرٌ راجعٌ إلى ما دلَّ عليه ما قبله ، يعني : أنَّ مُكَلِّمَكَ أنا ، و " الله " بيانٌ ل " أنا " . واللهُ العزيزُ الحكيمُ صفتان للبيانِ . قاله الزمخشري . قال الشيخ : " وإذا حُذِفَ الفاعلُ وبُنِيَ الفعلُ للمفعولِ فلا يجوزُ أَنْ يعودَ الضميرُ على ذلك/ المحذوفِ ، إذ قد غُيِّرَ الفعلُ عن بنائِه له . وعُزِمَ على أَنْ لا يكونَ مُحَدَّثاً عنه ، فَعَوْدُ الضميرِ إليه مِمَّا يُنافي ذلك ؛ إذ يصيرُ مُعْتَنَىً به " .
قلت : وفيه نظرٌ ؛ لأنَّه قد يُلْتَفَتُ إليه . وقد تقدَّم ذلك في قوله في البقرة :
{ فَمَنْ عُفِيَ لَهُ } [ الآية : 178 ] ثم قال : " وأداءٌ إليه " قيل : أي : الذي عفا ، وهو وليُّ الدمِ ، على ما تقدَّم تحريره . ولَئِنْ سُلِّم ذلك فالزمخشريُّ لم يَقُلْ : إنه عائدٌ على ذلك الفاعلِ ، إنما قال : راجعٌ إلى ما دَلَّ عليهِ ما قبلَه ، يعني مِن السِّياقِ .
وقال أبو البقاء : " ويجوزُ أَنْ يكونَ ضميرَ " رَبّ " أي : إنَّ الرَّبَّ أنا الله ، فيكون " أنا " فَصْلاً ، أو توكيداً ، أو خبراً إنَّ ، واللهُ بدلٌ منه " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.