نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{هَـٰٓأَنتُمۡ هَـٰٓؤُلَآءِ حَٰجَجۡتُمۡ فِيمَا لَكُم بِهِۦ عِلۡمٞ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيۡسَ لَكُم بِهِۦ عِلۡمٞۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ} (66)

ثم استأنف تبكيتاً آخر فقال منبهاً لهم مكرراً التنبيه إشارة إلى طول رقادهم أو شدة عنادهم : { ها أنتم هؤلاء } أي الأشخاص الحمقى{[17849]} ، ثم بين ذلك بقوله : { حاججتم } أي قصدتم مغالبة من يقصد الرد عليكم { فيما لكم به علم } أي نوع من العلم من أمر{[17850]} موسى وعيسى{[17851]} عليهما{[17852]} الصلاة والسلام لذكر كل منهما في كتابكم وإن كان جدالكم فيهما{[17853]} على خلاف ما تعلمون من أحوالهما عناداً{[17854]} أو{[17855]} طغياناً { فلم تحاجون } أي تغالبون بما تزعمون أنه{[17856]} حجة{[17857]} ، وهو لا يستحق أن يسمى شبهة{[17858]} فضلاً عن أن يكون حجة { فيما ليس لكم به علم } أصلاً ، لكونه لا ذكر له في كتابكم بما حاججتم فيه{[17859]} مع مخالفته لصريح العقل { والله } أي{[17860]} المحيط بكل شيء { يعلم } أي وأنتم تعلمون{[17861]} أن{[17862]} مجادلتكم في الحقيقة إنما هي مع الله سبحانه وتعالى ، وتعلمون{[17863]} أن علمه محيط بجميع ما جادلتم فيه { وأنتم } أي وتعلمون أنكم أنتم { لا تعلمون * } أي ليس لكم علم أصلاً إلا ما علمكم الله سبحانه وتعالى ، هذا على تقدير كون " ها " في " ها أنتم " للتنبيه ، ونقل شيخنا ابن الجزري في كتابه " النشر في القراءات العشر " {[17864]}عن أبي عمرو{[17865]} بن العلاء{[17866]} وعن أبي الحسن الأخفش أنها{[17867]} بدل من همزة ، وروي عن أبي حمدون عن اليزيدي أن أبا عمرو قال : وإنما هي { {[17868]}أأنتم{[17869]} } ممدودة ، فجعلوا الهمزة هاء ، والعرب تفعل هذا ، فعلى هذا التقدير يكون استفهاماً معناه التعجيب{[17870]} منهم والتوبيخ لهم .


[17849]:من ظ ومد، وفي الأصل: الخفي.
[17850]:في ظ: في، وسقط من مد.
[17851]:زيد من مد.
[17852]:من مد، وفي الأصل وظ: عليه.
[17853]:من ظ ومد، ولا يتضح في الأصل.
[17854]:في مد: عناد.
[17855]:في ظ: "و".
[17856]:من ظ ومد، وفي الأصل: آية.
[17857]:زيد من ظ ومد.
[17858]:في ظ : لشبهة.
[17859]:سقط من ظ.
[17860]:سقط من ظ ومد.
[17861]:من ظ ومد، وفي الأصل: لا تعلمون.
[17862]:زيد من ظ.
[17863]:زيد من ظ ومد.
[17864]:زيد الواو قبله في الأصل، ولم تكن في ظ ومد فحذفناها.
[17865]:سقط من ظ.
[17866]:سقط من ظ.
[17867]:في ظ: بهما.
[17868]:في ظ: أنتم.
[17869]:في ظ: أنتم.
[17870]:من ظ ومد، وفي الأصل: التعجب.