قوله : { ها أَنتُمْ هؤلاء حاججتم فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ } الأصل في ها أنتم : أأنتم أبدلت الهمزة الأولى هاء ؛ لأنها أختها كذا قال أبو عمرو بن العلاء ، والأخفش . قال النحاس : وهذا قول حسن .
وقرأ قنبل : { هَأَنْتُمْ } وقيل : الهاء للتنبيه دخلت على الجملة التي بعدها ، أي : ها أنتم هؤلاء الرجال الحمقى حاججتم ، وفي { هؤلاء } لغتان المدّ ، والقصر . والمراد بما لهم به علم : هو ما كان في التوراة ، وإن خالفوا مقتضاه ، وجادلوا فيه بالباطل ، والذي لا علم لهم به هو زعمهم أن إبراهيم كان على دينهم لجهلهم بالزمن الذي كان فيه . وفي الآية دليل على منع الجدال بالباطل ، بل ورد الترغيب في ترك الجدال من المحقّ ، كما في حديث : «من ترك المراء ، ولو محقاً ، فأنا ضمينه على الله يبيت في ربض الجنة » وقد ورد تسويغ الجدال بالتي هي أحسن لقوله تعالى : { وجادلهم بالتي هِي أَحْسَنُ } [ النحل : 125 ] { وَلاَ تجادلوا أَهْلَ الكتاب إِلاَّ بالتي هِي أَحْسَنُ } [ العنكبوت : 46 ] ونحو ذلك ، فينبغي أن يقصر جوازه على المواطن التي تكون المصلحة في فعله أكثر من المفسدة ، أو على المواطن التي المجادلة فيها بالمحاسنة لا بالمخاشنة . قوله : { والله يَعْلَمُ } أي : كل شيء ، فيدخل في ذلك ما حاججوا به .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.