الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{هَـٰٓأَنتُمۡ هَـٰٓؤُلَآءِ حَٰجَجۡتُمۡ فِيمَا لَكُم بِهِۦ عِلۡمٞ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيۡسَ لَكُم بِهِۦ عِلۡمٞۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ} (66)

{ هأَنْتُمْ } : قرأه أهل المدينة بغير همز ولا مدّ إلا بقدر خروج الألف الساكنة ، وقرأ أهل مكّة مهموزاً مقصوراً على وزن هعنتم ، وقرأ أهل الكوفة بالمدّ والهمز ، وقرأ الباقون بالمدّ دون الهمز .

واختلفوا في أصله فقال بعضهم : أصله أنتم والهاء تنبيهاً . وقال الأخفش : أصله أأنتم فقلبت الهمزة الأولى هاء كقولهم : هرقت وأرقت .

{ هَؤُلاءِ } : مبني على الكسر ، وأصله أولاء فدخلت عليه هاء التنبيه ، وفيه لغتان : القصر والمد ، ومن العرب من يعضها .

أنشد أبو حازم :

لعمرك أنا والأحاليف هؤلا *** لفي محنة أطفالها لم تفطم

وهؤلاء ها ههنا في موضع النداء يعني يا هؤلاء . { حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ } : يعني في أمر محمد ، لأنهم كانوا يعلمونه مما يجدون من نعته في كتابهم فحاجّوا به بالباطل .

{ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ } : من حديث إبراهيم فليس في كتابكم أنّه كان يهودياً أو نصرانياً .

{ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } : نزّه إبراهيم ( عليه السلام ) وبرّأه من ادعائهم فقال : { مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً }